خليل جليل لا نعتقد بأن هناك حقبة زمنية يكون فيها المشهد الرياضي والإعلام الرياضي كتلك التي نواجهها الان، هي الأحوج للتذكير والعودة لفترات مثالية ذهبية مرّ بها العمل الرياضي والمهني اُرسيت فيها القواعد الصحيحة للعمل من اجل الرياضة وصحافتها ،عانى من اجلهما مَن عانى لكي يؤسسوا تأريخاً للرياضة والصحافة الرياضية بفضل نخبة من الرموز والشخصيات من اللائق ان نتوقف بين الحين والآخر عند تجاربها الغنية.
ويبدو ان الاصدار الجديد للاعلامي الدكتور علي الهاشمي الذي جاء بعنوان "الإعلام الرياضي" جاء في توقيت مناسب ليعيد للذاكرة ما حققه الذين سبقونا في مهامهم وضحوا وقدموا الكثير من اجل اثراء مسيرة الرياضة العراقية وصحافتها فجاء المطبوع مثاليا ومتكاملا ولم يترك ما يشعرك بأن هذا الكتاب يعاني من ثغرات او قفز على الحقائق بقدر ما جاء منسجماً مع كل الوقائع والشواهد التاريخية للرياضة والصحافة التي رافقها شريك مهم في صناعة المنجز ولو ان القلة القليلة من العاملين في اوساطنا الرياضية وحتى قياداتها يحاولون غض الطرف عن هذه الحقيقة.واذا كان هذا الكتاب الذي يُخال لقرائه منذ الوهلة الاولى وحسب ما حمله من عنوان ، بأنه مطبوع يعنى فقط بمهنية الإعلام الرياضي لكنه في الوقت نفسه حمل بين طياته تفاصيل مهمة للبدايات الحقيقية للمشهد الرياضي في العراق والاسباب التي أدت ليكون واقعنا الرياضي في حقبة معينة فائتة كانت تمثل فترة ذهبية بسبب ان العمل الرياضي آنذاك كان يستند فعلا على ما يتمتع به رياضيونا وإعلاميونا من تمسك كبير بمهامهم وثوابت عملهم عانوا من اجلها وواجهوا الكثير الكثير خصوصا ان العمل المهني في فترات سابقة افتقر الى الكثير مما يغزو الان ساحتنا الرياضية الاعلامية من تقدم تقني حديث ، لكن ثراء الحب للعمل الصحفي والتعلق به كان أكبر.ولعل التذكير الذي تعمد إليه الكاتب وهو يستعرض نخبة رائدة ومجتهدة في مجال المشهد الرياضي قبل سنوات عدة ،جاء محفزا للعاملين في الاوساط الاعلامية الرياضية وكذلك تذكير الجيل الجديد لرياضيينا بما قدمته تلك الاسماء اللامعة بعد ان اعطت جهداً سخياً واجتهدت متناسية الدوافع الشخصية بقدر ما هي متمسكة بالدوافع التي تسهم في صناعة شأن الرياضة العراقية .فليس من المستغرب ان يستعرض المؤلف ما قدمته المؤسسة العسكرية الرياضية المتمثلة بالشرطة والجيش وما قدمه رموز هاتين المؤسستين ويقف في مقدمتها الراحل فالح اكرم فهمي والإعلامي والرائد الرياضي وأحد بُناة الرياضة في المؤسسة العسكرية عبد القادر زينل فهذان الرجلان المخلصان عملا ليس من اجل اسميهما بقدر ما عملا من اجل شيء عنوانه واسمه الحقيقي الرياضة العراقية مثلما نسجت على المنوال ذاته اسماء عراقية نفخر بوطنيتها الحقيقية لم يغفلها هذا الكتاب من بينها الإعلامي الرائد مؤيد البدري وفائق الجسار ومنذر الخطيب وسامي الصفار وعامر جبار ونجم الدين السهروردي وضياء المنشء أطال الله في عمره وأمده بالصحة والعافية واحمد اسماعيل وصفاء العبــد واسماء اخرى اكبر من هذا المجال الذي لا يتسع لعطائها المخلص لكونها اخلصت واجتهدت فجاء هذا الكتاب فرصة ثمينة امام شبابنا الحالي ليمروا ويتعرفوا على هذه التجارب الثرية والباذخة.وبقدر ما يقدم المؤلف في كتابه هذا متعة العودة الى ماض وزمن جميل من الصعوبة ان نعيش مجدداً اجزاءً بسيطة من أجوائه وتقاليده فانه في الوقت ذاته جاء فرصة مثالية امام العاملين في الاوساط الإعلامية الرياضية لينهلوا من تجارب مَن سبقهم وان يحصلوا على مقومات مهنية ممتازة واشارات توقف عندها المؤلف الهاشمي وقدم خبرة ممتازة في مجال كيفية كتابة الخبر الصحفي الرياضي والتطرق الى سمات وصفات الصحفي الرياضي والتعاطي مع الاخبار الرياضية المقروءة والمكتوبة والمسموعة والمرئية وانواع الاخبار وصفاتها ووظائفها فجاء الكتاب ليس للرياضيين فقط وانما للإعلاميين أيضاً.
وجهة نظر :ليس للرياضيين وحدهم
نشر في: 26 مايو, 2012: 06:45 م