 الحلة / إقبال محمد أعرب عدد من الأطباء في محافظة بابل عن قلقهم من تفاقم ظاهرة الملاحقات العشائرية لهم، فيما أكد مجلس إسناد عشائر المسيب رفضه لتدخل العشائر بهذا الأمر واحترام القانون والقضاء.إحدى الطبيبات وهي اختصاصية بالأمراض النسائية، قالت: إن إحدى النساء أدخلت المستشفى للولادة إلا أن الفحوصات بينت أنه لابد من توليدها عن طريق عملية جراحية، مضيفة "طلبت من زوجها الموافقة على إجراء العملية لكنه رفض ذلك وأصر على أن تكون الولادة طبيعية".
التي فضلت عدم ذكر اسمها لـ"المدى"، أشارت إلى أنها شرحت للزوج الوضع الصحي لزوجته الذي يتطلب إجراء العملية بأسرع وقت، "وبعد جدال طويل وافق أخيرا على إجراء العملية لكن بعد فوات الأوان إذ توفيت الزوجة أثناء دخولها صالة العلميات"، على حد قولها.وأضافت "الزوج وذوو المتوفاة اعتبروا وفاتها بسبب خطأ من الطبيبة وطالبوا بالفصل العشائري ولم تنته النزاعات والقضايا منذ ما يقارب العام"، مؤكدة أن سطوة العشائر باتت مصدر قلق كبير للأطباء.الدكتور أحمد أكد هو الآخر لـ"المدى" أن الفصل العشائري بات يؤثر بشكل سلبي وكبير على الطبيب أثناء أدائه لعمله، مطالبا بضرورة الحد من هذه "الممارسات الخاطئة بحق الأطباء لأنها تؤدي إلى ترددهم عن إجراء العمليات الجراحية خوف العواقب".مدير قسم التفتيش والشكاوى في دائرة صحة بابل الدكتور فارس عبد عون الطائي قال في حديثه لـ"المدى": إنه لابد من اعتماد الطرق القانونية في تقديم الشكاوى ضد الأطباء وليس التهديد بهدف الحصول على المال عن طريق الفصل العشائري.وأوضح "هناك مشاكل تحصل أحيانا بين ذوي المريض والأطباء وتكون خارج السيطرة لتصل إلى الاعتداء على الطبيب أو تهديده أو ملاحقته عشائريا، وفي المقابل أيضا هناك مواطنون يتفهمون دور الأطباء وعملهم".وبين الطائي أن قانون حماية الأطباء وصل إلى المراحل النهائية لإقراره من قبل مجلس النواب، مشيرا إلى أن هناك أيضا مشروع قانون لحماية المريض.الطائي كشف أن دراسة أجريت بشأن الشكاوى المقدمة من قبل المواطنين ضد الأطباء، بينت أن أسباب وفاة المرضى كانت المرض نفسه أو ارتفاع ضغط أو السكري أو توقف القلب المفاجئ وليست العمليات الجراحية التي أجريت لهم، مؤكدا أن "الأخطاء الطبية كانت بنسبة ضئيلة وهي حصول مضاعفات، وسبب ذلك هو قلة الملاك التخصصي"، على حد قوله. أما عضو الهيئة الإدارية لنقابة الأطباء في بابل محمد فخري هلال، فقد لفت إلى أن "الطبيب يبذل قصارى جهده لينقذ حياة المواطن ومن غير المعقول أن يحاول قتل المريض"، مضيفا "بالرغم من أن التدخلات العشائرية قليلة جدا إلا أن النقابة تؤكد على الالتزام بالقانون وكل من لديه شكوى ضد طبيب عليه التوجه إلى الجهات المختصة الرقابية والقضائية وليس العشائرية".فيما يرى معاون مدير شؤون عشائر بابل باقر أحمد لفتة أن عشائر بابل "مثقفة وتعطي للقانون والقضاء حقه الطبيعي، ولم تشهد المحافظة تعرض الأطباء لمقاضاة عشائرية أو تهديد سواء في مراكز المدن أو مناطق الأرياف"، بحسب ما يقول.رئيس مجلس إسناد عشائر المسيب الشيخ علي دخيل المرشدي أكد أنه يجب لا تواجه العشائر الأطباء لكون هذا الأمر متعلقا بالقضاء.وبين أنه "في حال إهمال أو خطأ من قبل الطبيب تجاه المريض فهناك وزارة الصحة والمفتش العام وقسم الشكاوى في كل دائرة صحة مسؤوليتها البحث في الحالة ومحاسبة المقصر"، مؤكدا أن قضاء المسيب لم يشهد أي جلسة عشائرية طرفها الطبيب.غير أن شيخ عشيرة العزة البو حامد في بابل الشيخ حسين نور حسون، ذكر حالة لأحد الأطباء وهي أن أحد الأطباء وصف لمريض من عشيرة الشيخ حسون علاجا بضمنه الحقن، موضحا "عندما قام المريض بزرق الحقن حصلت له مضاعفات فسارع به ذووه إلى المستشفى لكنه توفي، فأقام ذوو المريض دعوى ضد الطبيب لكننا تنازلنا عنها وقمنا بحل المشكلة من منطلق أن الطبيب غير ممكن أن يؤذي المريض".وبيّن الشيخ أديب العبيدي فيما يخص موقف عشائر بابل، أنها لم تسجل أي موقف سلبي بخصوص العمليات التي يجريها الأطباء في عموم مناطق المحافظة وهذا ما تثبته السجلات الرسمية في المحافظة.