TOP

جريدة المدى > الصفحة الأولى > نقاط التفتيش.. أسواق مانحة وقاطعة للأرزاق

نقاط التفتيش.. أسواق مانحة وقاطعة للأرزاق

نشر في: 26 مايو, 2012: 07:24 م

  بغداد/ يوسف المحمداوي بائع قناني الماء في إحدى السيطرات التي تزهو بالازدحام والمعاناة، كان يمد يده بين الحين والآخر إلى صندوقه الفليني ليسعف طوابير العجلات بقناني الماء في صيف ملتهب، قلت له وأنا جالس في سيارة أجرة "إذا ما صدقت وعود عمليات بغداد ورفعت الحواجز والسيطرات ماذا تفعل؟"،
رد علي بعصبية "الله لا يكولها...بيش طالبنه"، فسبقني السائق وصاح بصوت عال "مكيف عالازدحام، ليش عمو ليش مو هذا يقطع رزقنه ويعطل سياراتنا"، حاولت أن أهدئ البائع والسائق، وقلت "إن الرزق على الله"، ثم سألت البائع أي الأيام أكثر ربحا، رد علي وبسرعة "أيام القمة العربية"، وعن الأيام الأقل ربحا قال "هي أيام المناسبات الدينية فالدولة تتكفل بالشراب والطعام وكل شيء، وأحيانا لا نعمل فيها"، ذهب بعيدا وهو يردد "الله يكثر القمم...ويزيد النعم"، والسائق يرد عليه متمتم ا"الله لا يوفقك"، ثم التفت لي قائلا "الا تعتقد بان هناك اتفاقا بين السيطرات وهؤلاء المتسولين والباعة المتجولين، يعني ما معقولة هؤلاء يسرحون ويمرحون وأمام أعين نقاط التفتيش"، ضحكت قائلا "كل شيء ممكن في عراق اليوم".نفت وزارة الداخلية على لسان وكيلها الأقدم عدنان الأسدي وجود حظر تجوال في العاصمة بغداد أثناء انعقاد قمة 5+1، مؤكدا في تصريحات نشرتها المدى السبت الماضي "انه لا وجود لأية إجراءات تشابه التي حصلت أثناء انعقاد القمة العربية في الثامن والعشرين من شهر آذار الماضي، وبالفعل تحقق ذلك ولم يعش المواطن معاناة أيام القمة لكن هذا الخبر أثار حنق الباعة المتجولين والشحاذين، في حين انه أثلج صدور سائقي سيارات الأجرة.يذكر أن بغداد اختنقت مروريا وأغلقت الشوارع الرئيسية أيام انعقاد القمة العربية فيها نهاية آذار الماضي.مشاهد الحياة الخارجة عن المألوف في العراق الجديد باتت لا تثير الدهشة او الاستغراب، وذلك بسبب كثرتها بحيث تحول الشاذ إلى قاعدة، والمنكر إلى معروف وبالعكس فيها، ولا تخفى على أي مواطن رؤية تلك السيطرات التي تحول بعضها إلى أسواق للباعة المتجولين، وكذلك للشحاذين.وصلنا مسقف السيطرة فسأل احد أفراد السيطرة السائق عن وجهته، ثم طلب منه إيصال احد الجنود إلى السيطرة الثانية التي لا تبعد عن الأولى كثيرا، فاستثمرت وجود الجندي مستفسرا عن وجود توجيهات جديدة من قبل قيادة عمليات بغداد بشأن تقليص عدد السيطرات ورفع الحواجز، فرد قائلا "لدينا تعليمات بخلق الازدحام، وأنا عوقبت مرتين مع باقي منتسبي النقطة من قبل آمر الفوج لأنه زارنا ولم يجد ازدحاما"، وعن تواجد الباعة المتجولين وكذلك الشحاذين في السيطرة، قال الجندي "ليس من مسؤوليتنا منعهم، ويجب على الدولة الالتفات إليهم ورعايتهم، ومن غير المعقول أن نقطع رزق هؤلاء المعوزين.غادرنا الجندي وتوجهنا نحو حي الأمين، مررنا بسيطرة المدخل وأنا أشكو من شدة الازدحام للسائق، الذي التفت لي قائلا "معقولة تسمي هذا ازدحام، انتم بنعيم بابا، فنحن في حي العدل يأخذون سنوية السيارة، وكذلك بطاقة السكن، حتى الضيوف عزفوا عن زيارة أقربائهم في منطقتنا"، وأنا أتلفت بين ضحايا السيطرات، تذكرت ما قاله شاعرنا سلمان داود محمد في قصيدته ممتلكات الظل "الوطن يجوع ايضا...لذلك اخترعوا الشهداء"، وأنا أقول أو الضحايا يا صديقي  لا فرق فكلاهما في القبور أو في السيطرات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

 بغداد/ وائل نعمة فيما ينتظر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد عودة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي من موسكو لزيارة بغداد، ينفي ائتلاف دولة القانون أن تكون زيارة المالكي إلى العاصمة الروسية والزيارة المرتقبة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram