بغداد/ ساحات التحرير أثارت تصريحات محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق باتهامه رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون فخري كريم بأنه معادٍ للإسلاميين، استياء واستغراب الأوساط الثقافية والإعلامية، لكونها "صدرت من شخص وفرت له ديمقراطية المحاصصة فرصة الحصول على المنصب"، على حد قول الشاعر كاظم غيلان الذي أوضح "ليس مستغربا أن تصدر من المحافظ تصريحات تتهم المدافعين عن الديمقراطية في العراق
بأنهم ضد الإسلاميين ويشربون الخمر وغيرها من التهم الجاهزة، وكان الأجدى بالمحافظ وهو من نتاج ديمقراطية المحاصصة أن يبحث عن وسيلة أخرى للدفاع عن فشله في توفير الخدمات لأبناء العاصمة والقضاء على الفساد المستشري في المحافظة".وكانت جريدة "المدى" قد نشرت خبرا يفيد بأن المحافظ صلاح عبد الرزاق سيطر على منطقة العطيفية بجانب الكرخ من العاصمة، وجعلها تحت سيطرة حماياته، بعد قطع شوارعها الرئيسة، لتوفير الحماية له ولأقاربه الساكنين في الحي.ووصف الإعلامي احمد الجنابي تصريحات المحافظ بأنها محاولة منه لتأجيج الشارع ضد مؤسسة معروفة بنشاطاتها الثقافية والفنية: "عندما قال المحافظ إن الإسلاميين وفروا العمل الكريم في العراق الديمقراطي الجديد، في تصريحه تلميح واضح لحشد جهود بلطجية الحكومة لغرض الاستعداد للاعتداء على جريدة المدى وإعادة المواجهة السابقة التي حصلت بين الطرفين عندما أقدمت المحافظة بالاعتداء على رواد نادي الأدباء".وبدوره عزا الفنان المسرحي هادي الزيدي أسباب تراجع الحركة الفنية في العراق إلى سيطرة مسؤولين ينتمون لأحزاب دينية ومنها الدعوة الإسلامية على مجالس المحافظات، وقال انها "ترى الفنون من مظاهر الكفر، واستخدمت أفكارها المريضة لمنع النشاطات الموسيقية، والغنائية، لترسيخ التخلف وإشاعة القبح والجهل".وبعد يوم من تصريحات المحافظ تعرض الموقع الالكتروني لجريدة "المدى" لعطل هو الثاني خلال الشهرين الماضيين، الأمر الذي رجح احتمالات وقوف جهات متنفذة وراء تعطيله، ولاسيما أن الوسط الإعلامي تداول مؤخرا ما يشار إلى وجود جهة تقوم برصد ومراقبة المواقع الالكترونية والمدونات الشخصية.
استياء في الشارع الثقافي من تصريح محافظ بغداد ضد مؤسسة (المدى)
نشر في: 26 مايو, 2012: 07:27 م