ما ان بدأت الحرب العالمية الاولى وأخذت القوات البريطانية حملتها لاحتلال العراق ، حتى بدأ التذمر يكتسح المدن العراقية بسبب السياسة التركية وسوق الناس عنوة الى ساحات الحرب . الا ان مدينة النجف كانت الاكثر تذمرا وتمردا . وظهرت بواكير ( العصيان ) كما يصفه الدكتور علي الوردي ، في النجف منذ آذار 1915 عندما تكاثر عدد الفارين من الجندية ، ونمت روح الثورة والتمرد بين الاهالي يوما بعد يوم .
بدأ العصيان في ليلة 22 مايس 1915 ، واندلعت الثورة في اليوم التالي فهوجمت دوائر الدولة ، ووقعت معركة بين الثوار والحامية التركية استمرت ثلاثة ايام . وفي مثل هذا اليوم من عام 1915 تألفت في مدينة النجف شبه حكومة محلية ، اذ تولى حكم البلدة رؤساء المحلات ، كل في محلته على الطريقة القبلية . ونادى المنادي في الطرق والاسواق يأمر الناس بفتح محلاتهم ، وامر الرؤساء باعادة تنوير البلدة بالفوانيس وتنظيفها ورفع النفايات عنها ، ورتبوا رجالا لجباية الرسوم والضرائب بعد تخفيضها الى النصف . لم تشأ السلطات التركية الانتقام من النجف في تلك الظروف الحربية الحرجة ، فأرسلت وفدا للمفاوضة من موظفين حكوميين وبعض الوجهاء ، وتم الاتفاق على ان يعود الى النجف الجهاز الاداري مع قليل من الجند ، أي عودة رمزية للحكومة . واستمر هذا الامر الى عام 1917 ، عندما خضع العراق للاحتلال البريطاني .
حدث في مثل هذا اليوم: حكومة محلية في النجف
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 26 مايو, 2012: 08:05 م