هاشم العقابيتكاد لا تخلو ردود القراء على ما أكتبه، او ما يكتبه غيري من الزملاء، من رد يتكرر بين حين وآخر مختصره: "لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي". وبعضهم يقلب "لا حياة" الى "لا حياء". وهنا اود ان اقول لهؤلاء القراء الكرام اطمئنوا فلقد اسمعنا الشعب النابض بالحياة. وكذلك اسمعنا من لا حياة ، او لاحياء له، كما تصفونه.
ولو لم نكن كذلك لما هاجم الظلاميون موقع "المدى" كي يسكتوا هذا الصوت. انها شهادة منهم بانهم قد امتلكهم الرعب. وهذا هو ديدن الفاسدين واللصوص. نقول لهم: "حرامي لتصير من (الجريدة) لا تخاف". لم يكتفوا بفعلتهم هذه بل ارفقوها بحملة جندوا لها جيوشا ملثمة باسماء مستعارة من الذين لا يميزون بين الناقة والبعير مثلما لا يميزون بين الهاء والتاء المدورة وبين الضاد والظاء، للطعن بهذه الصحيفة وكتابها.انا لست متحدثا باسم "المدى" ولا باسم اي من زملائي الذين فيها، ولست بصدد الدفاع عنها. ورغم ان ما قرأته من شتائم وبذاءات تكاثرت على الانترنت واستهدفني بعضها شخصيا، من اسماء تلثمت لانها تستحي من نفسها، توقفت عند بعضها معللا النفس بأمل أن اجد فيها نقدا قد يفيد. طبعا هناك اسماء مكشوفة او ربما صريحة، رغم ندرتها، لكنها لا تحمل اسما واحدا لمثقف او كاتب مرموق. وهذه تكشف، وللأسف، ان الانترنت فتحت سوقا رائجة لاصحاب الكلمات الكاسدة وانصاف المتعلمين والاميين معا. المهم انهم يسمعوننا ويعرفون، في دواخلهم، ان ما نقوله الحقيقة. حقا شعرت، من جانبي على الاقل، بالشفقة على هؤلاء الذين لم اجد فيهم من ناقش فكرة كتبت او قضية طرحت، بل راحوا يفتشون عن اصلي وفصلي فينسبني لهذه القومية او تلك او لهذا المذهب او ذاك وكانها تهمة معيبة. ولم تخلو هجماتهم من الفاظ سوقية وصلت حد الطعن بالاعراض. فعلا اذن "لا حياء" لمن ننادي!وبعض اتهمني باني بعثي رغم اني عارضت البعث وصدام منذ منتصف الثمانينيات بالكلمة والصوت والصورة، في وقت كان فيه الذين يحاربون الشرفاء اليوم لا صوت ولا قلم ولا حتى موقف لهم يذكر. كل هذه التهم وهذه الهجمات التي ارهقوا بها انفسهم سببها اننا لم نصفق للمالكي ليس الا. يبدو ان حليمة قد عادت من جديد تنادي: "الما يصفك عفلقي".كم هو مسكين هذا الذي يحرض علي ابناء الجنوب ويقول اني شتمت اهل العمارة ومدينة الصدر لاني طلبت من نائب عن العمارة ان يطورها كما تطورت أربيل. ولاني اقترحت على رئيس مجلس الوزراء ان يزور مدينة الصدر ويحسن احوالها لتكون احسن من اربيل، التي تقول عنها الناس ولست انا الذي قال: انها في طريقها لان تكون دبي عراقية.فيا عم والله، لو كان من يقف ضد الدكتاتورية ويطلب بجعل العمارة وكذلك مدينة الصدر مثل دبي، بعثيا، فهنيال البعثيين على هذا الحظ. بس عرب وين .. طنبورة وين؟ ناقة وين .. بعير وين؟
سلاما ياعراق : لقد أسمعت ...
نشر في: 26 مايو, 2012: 08:07 م