TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة :البدري.. رئيساً للجمهورية!

مصارحة حرة :البدري.. رئيساً للجمهورية!

نشر في: 26 مايو, 2012: 08:29 م

 إياد الصالحي ما أعطرها من ذاكرة تفوح بعِظم الدروس ومآثر المواقف، فقد استقبلني كابتن منتخب العراق في العقدين الخمسيني والستيني جميل عباس (جمولي) رحمه الله مطلع عام 2004 بخطى مثقلة ، وصافحتني يداه المرتعشتان بحرارة وبريق عينيه يومض بالعتب على مَن تجاهله وتنكر لصحبة الماضي وقال : (ابني إياد .. لك مطلق الحرية أن تسألني ما تشاء عن كل الاصدقاء لكن لا تحرجني مع صديقي مؤيد البدري فعلاقتي به قديمة إلا أنه تناساني في غربته وهو خالي المسؤولية ،
 ولم أعد رقماً مهماً في قائمة مَن يتفقدهم ، فكيف إذا عاد وانتخبه الجميع لمنصب رئيس البلاد؟!)أثارت انتباهي جملته الاخيرة ، وبادرته السؤال مستغرباً : ومَن قال لك انه سيعود الى بغداد ويرشح للانتخابات ؟! ( جرى حديثنا قبل حلّ مجلس الحكم في 1 حزيران 2004 وتشكيل الحكومة المؤقتة).ردّ بتفاخر : كل الناس تبحث عن عراقي أصيل يجتمعون على حُسن اختياره ومحبتهم له ، وتناهى سمعي ان إحدى الصحف المحلية وما أكثرها قد نشرت خبراً مسَبقاً يؤكد أن البدري سيخضع للضغوط ويقبل العمل السياسي بعد عودته الى الوطن!بقدر ما أفرحني تفاؤل جمولي بقرب عودة صديقه وتمنياته له بتبوّء أعلى المناصب في الدولة إلا أنني كنت على يقين ان رجلاً مثل البدري عاشق الرياضة والتلفاز لا يمكن ان يكون طارئاً في غير مجاليهما لانه يحترم تأريخه وأفنى سنين عمره من اجل ان تبقى صورته ناصعة في عيون محبيه أو حتى مَن يعتب عليه من امثال جمولي الذي ودع الدنيا بصمت في 6 تموز 2005 شاكياً عقوق كثير من مسؤولي الرياضة تجاه نخبة من الرياضيين الرواد الذين لم نرَ مثيلاً لهم منذ خمسين عاماً (الفترة التي قضاها المرحوم جمولي والبدري أطال الله في عمره ومَن سار على دربهما بمنتهى التضحية والعطاء والوفاء للعراق من دون مقابل).استذكرت ثنائية الفرح والعتب التي أُستلت من حقيبة لقائي مع جمولي قبل ثمانية اعوام ، في وقت أعلن اتحاد الصحافة الرياضية ضمن تقريره الاسبوع الماضي عن ترشيح مؤيد البدري (78) عاماً للاحتفاء به في العيد السادس للاعلاميين الرياضيين العرب الذي سيقام في تشرين الثاني المقبل نظراً لدوره المهني والإنساني وتأثير رسالته الاعلامية في المجتمعين العراقي والعربي منذ أن ولج التلفاز عام 1963 أي بعد ست سنوات من إدخال العراق أول جهاز تلفاز قبل أية دولة عربية أخرى !إن التكريم وإن جاء متأخراً بالنسبة لشخص بمقام البدري بشهادة رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية الأردني محمد جميل عبد القادر الذي قدّم اعتذاره له امامنا في ضوء لقاء ودي جمعنا على هامش نهائيات أمم آسيا في الدوحة 2011 ، فأنه تكريم لجميع الاعلاميين الرياضيين العراقيين الذين مات بعضهم من دون ان ينال شرف الاحتفاء اللائق بتاريخه ومهنيته ووطنيته الخالصة ، فالبدري يعيش بيننا روحياً وانصهر ماضيه بحب الوطن وكرة القدم ولم يزل يخلص في العطاء من دون ان ينتظر جائزة من أحد بعدما صاغ له الجمهور قلادة محبته مرصعة من عقود وفائه الخمسة؟! ما أروع التقاليد العالمية عندما تحتفي برواد الاعلام والرياضة وهم احياء، وهناك عشرات النماذج الرائعة من طراز البدري آن الأوان ان تعد الدولة قوائم حصرية بهم بالتنسيق مع جميع القطاعات في الرياضة والأدب والعلوم وغيرها ، وتخصص احتفالية كبرى لتكريمهم بعدما اُهملوا فترات طوالا فالمدة الطويلة التي قضاها البدري في خدمة الدولة العراقية جعلته نموذجاً استثنائياً دفعت اجيالاً متعاقبة للتعلق بشخصيته حد تزكيته لاعتلاء أعلى منصب في الجمهورية التي تفانى من اجلها ولم يخر صريعاً امام مغريات التجنيس التي هرول غيره لها ، فنسيم كورنيش الاعظيمة وحميمية الناس من حوله ( شلونك ابو زيدون) وصدى صوته في جنبات ملعبي الكشافة والشعب ، صور لا تبرح ذاكرته وتجدد في نفسه دورة التفاؤل بأنه لا حياة بعيداً عن أرض الرافدين !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram