كربلاء / المدىيتساءل أهالي حي العامل في كربلاء عن الجهات التي تمكنت من تحويل قطعة أرض مخصصة لأغراض خدمية عامة، إلى مسجد يراد تشييده وسط البيوت، على الرغم من وجود جامع على مقربة 150 مترا من تلك القطعة.وأكد الأهالي في أحاديثهم لـ"المدى" أن هذه الجهات وبعد أن تمكنوا "من إفشال المشروع قبل عامين بتدخل من قبل النائب الأول لمحافظ كربلاء، إلا أن هذه الجهات تمكنت من الحصول على موافقة من الوقف الشيعي لتحويل جنس الأرض".
ويقول المواطن برير خليل لـ"المدى": إن المنطقة السادسة من حي العامل تفتقر للخدمات ولا تتوفر فيها حديقة عامة أو مدينة العاب بخلاف جميع المناطق الأخرى في هذا الحي.وأضاف "لم يتم تقديم الخدمات الترفيهية في المنطقة لأسباب أخذ الناس في المنطقة يدركونها بعد حين"، مبينا أن في منطقته قطعة أرض فارغة (عرصة) تقع بين الدور السكنية قام "أشخاص متنفذون من المنطقة نفسها قبل أكثر من عامين بوضع لافتة كتب عليها مسجد في هذه الأرض، إلا أن الأهالي قاموا بجمع تواقيع احتجاجا على ذلك.وبين خليل أنهم رفعوا احتجاجهم إلى النائب الأول لمحافظ كربلاء عباس الموسوي الذي سارع بدوره إلى تحويل الطلب إلى بلدية كربلاء التي نفت بدورها منح أي موافقة على بناء الجامع، مشيرا إلى أن أولئك الأشخاص قالوا للأهالي أنهم حصلوا على موافقة محافظ كربلاء السابق الدكتور عقيل الخزعلي، "وتبين أن لا صحة لادعائهم هذا"، على حد قوله.وتابع بالقول: "لكننا فوجئنا بعد أقل من عام على ذلك بلجنة من الوقف الشيعي تخطط المكان نفسه لتحويله إلى جامع"، مشيرا إلى أن اللجنة أبلغتهم بـ"حصول موافقات من بغداد على ذلك ولم يعد للمحافظة رأي وأن الجامع سيبنى". فيما يؤكد المواطن ماجد داخل أنهم لا يحتجون على بناء الجامع "ولكن المشكلة في مكان الجامع والغاية منه"، موضحا أن "أغلب الجوامع والمساجد والحسينيات الآن عبارة عن أماكن لإقامة المآتم وهذا يعني أن المنطقة ستختنق إذا ما استكمل البناء وحصل مأتم فإن الطرق الفرعية ستغلق".المواطن حيدر لفت إلى أنه كان بإمكان الحكومة والمتنفذين من المنطقة أن يشيدوا حديقة للأطفال على قطعة الأرض هذه، متسائلا في الوقت نفسه "ما هي قدرة المتنفذين لكي يحصلوا على موافقة تحويل جنس الأرض إلى مسجد في حين لم يتمكن أحد من تحويلها إلى حديقة للأطفال تفتقر لها المنطقة برمتها".من جهته، يقول محافظ كربلاء المهندس آمال الدين الهر: إن أي حي سكني يبلغ عدد نفوسه خمسة آلاف نسمة يجب أن تتوفر فيه مدرسة ومركز صحي ومركز شرطة ومسجد. وأشار إلى أن "المساجد يجب أن تكون في تقاطع الطرق ليتمكن المصلون من الوصول إليها بسهولة، أما البناء العشوائي فمرفوض حتى وإن حصل على الموافقات"، مرجحا أن تكون هذه الموافقات منقوصة، مؤكدا رفضه لبناء الجوامع بطريقة مزاجية.ونبه الهر إلى أن "الجوامع كثرت في بعض الأحياء السكنية فيما هي غير موجودة في أحياء أخرى، بل إن بعض الجوامع أخذت مكان المشاريع"، مشيرا إلى أن "هناك جامعا تم بناؤه على أرض مخصصة كموقع لمحطة مجار وحين طالبنا الوقف الشيعي بتغيير مكان الجامع رفض، برغم أن الوقف يدرك أنه من غير الممكن إيجاد موقع بديل للمحطة".واختتم الهر حديثه بالقول: "نحن مع بناء الجوامع ولكن ليس داخل أحياء سكنية أو أن تأخذ مساحات على حساب المشاريع لابد من تنظيم لبيوت الله".
متنفذون في كربلاء يحولون حديقة عامة إلى مسجد

نشر في: 26 مايو, 2012: 08:36 م