 يوسف فعل تقترب ساعة الحسم وتتقافز الأيام بسرعة البرق لانطلاق موعد التحدي الكبير لأسود الرافدين في رحلته نحو شواطئ البرازيل الحلم الوردي الذي يراود زيكو ويداعب مخيلة اللاعبين وشعبنا العاشق حد النخاع لمنتخبنا  الوطني ونجومه اللاعبين  حتى اصبح الحديث عن مشوار الأسود المستقبلي اهم من شجون الحياة الاخرى.
ومهمة الأسود تكتنفها الصعوبة بسبب حساسية الموقف وقوة المنتخبات المتنافسة في المجموعة ودخول اتحاد الكرة في نفق الخلافات وتعالي اصوات التهديدات بفضح اسرار مخفية  محبوسة في صدور اعضاء الاتحاد الذين عليهم تركها جانبا والتحلي بالصبر والقبض على جمرة الخلافات، وخوفاً من تطاير شرارتها باتجاهات مختلفة قد تصل الى اسطنبول تصيب المعسكر التدريبي بآثارها السلبية التي قد تُحرق البناء النفسي للمدرب زيكو وتؤثر سلبا على اندفاع اللاعبين في اداء مهمتهم المرتقبة امام الاردن.ومن حُسن حظ منتخبنا الوطني ان المواجهة الاولى في مشوار المونديال ستكون مع المنتخب الاردني بملعبه في الثالث من الشهر المقبل التي تعد أسهل من الناحية الحسابية من مقابلة المنتخبين الياباني او الاسترالي المنافسين القويين في المجموعة برغم  قوة المنتخب المنافس  لكن المهمة ليست عسيرة على لاعبين خبرناهم ونعرف بأسهم وشجاعتهم وحبهم للفوز بحكم خبرتهم الدولية وارتفاع كعب مهاراتهم الفردية مع الانضباط  العالي والتناسق الرائع مع توجهات المدرب البرازيلي زيكو الذي  نجح بامتياز بتفكيك شفرة الدفاع الاردني بسهولة في الجولة السابقة واطاح بخطط مدربه عدنان حمد للخروج بنتيجة ايجابية امام جمهوره ، و الجهاز الفني للمنتخب الوطني يعرف كل صغيرة وكبيرة عن نقاط الضعف في خطوط منافسه الاردني وهي فرصة تاريخية لا تعوّض لخطف اول ثلاث نقاط  . ونجاح منتخبنا الوطني في مشوار المونديال يتطلب من اتحاد الكرة التكاتف ونبذ الخلافات بينهم مهما كانت حدتها واعلان حالة النفير العام  والوحدة  في العمل والمهنية وعدم  التفتت او الدخول في المهاترات الجانبية التي توحي ان الوضع العام للاتحاد في خطر وان هيكليته آيلة للسقوط ، ولابد من تهيئة الامور اللوجستية والاهتمام بالجزئيات لأنها تصنع الفوز وتشعر اللاعبين باهمية الفوز في اللقاء الاول  الذي يُنير الطريق نحو البرازيل ويحفزهم لكسر المستحيل وعدم الخوف من  بقية المنافسين . ومن الخطوات الواجب اتباعها للاتحاد تقديم المساندة  للمدرب زيكو في خططه الحالية والمستقبلية و كذلك التعامل مع اللاعبين بروح وثابة تسودها الإلفة والمحبة لتوفير اجواء رائعة تدفع  بقائد المنتخب يونس محمود ورفاقه  للدخول الى ملعب عمان بارادة لا تلين متسلحين بعزيمة  فولاذية لا تقهر ومخزون اللياقة البدنية لا ينفد تجبر الجمهور الاردني على احترام قدرات الأسود وتجعل لاعبي النشامى يعيشون طوال المباراة بوضع نفسي بائس لا يستطعيون الصمود امام هجمات الأسود الكاسرة التي تبحث عن الفوز دائما ، لان من مسلمات التكامل في منظومة العمل التدريبي لتحقيق الانجاز الكبير التنسيق في الجانبين الاداري والفني يرافقها النضج الكروي العالي للاعبين  فان تلك المعطيات  تعبـّد طريق الفوز امام المنتخب الاردني الذي لا نجده مستحيلاً  ، ووفق تلك المعطيات فان نقاط المواجهة الاولى  يتوقع لها ان تكون باحضان الأسود الطامحة لاعتلاء القمة الآسيوية من جديد  وخطوة مثالية  لقطع رحلة الألف ميل بنجاح وشجاعة تكون نهايتها في البرازيل.