TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة:أحجية

السطور الأخيرة:أحجية

نشر في: 27 مايو, 2012: 08:36 م

 سلام خياط لو جازف أحدنا وأطلق السؤال الكبير الذي يتردد على ألسنة  الذين انتظروا  المن والسلوى يتقطر من عش الدبابير، الذين حشروا طوعا أو كرها في نفق التيه، بحسن نية، او طمعا بمغنم، او تجنب مغرم، فاكتشفوا أن لا نهاية للنفق ولا مخرجا منه ولا بصيص ضوء يبدد عتمته.
السؤال   العصي على  الجواب:  ما هو مستقبل منطقة الشرق الأوسط – التي تشكل الدول العربية والإسلامية  جل مساحة الخريطة -  على مدى المئة سنة المقبلة؟؟السؤال يبدو ملغوما بالشك وبالشرك  في عرف المتشددين من دعاة الدين،  مئة سنة؟؟ تعني المستقبل،  والمستقبل في علم الغيب  ولا يعلم  الغيب  إلا علام الغيوب.حسنا، نلجأ  لفن المناورة، ونسأل: ما هو شكل ومرأى دول المنطقة بعد نصف قرن؟سؤال مشاكس لا يسأله إلا غرير او متطفل، أو باحث عن المشاكل في منطقة تمور بالتيارات والمتناقضات، لا يكشف عن عوراتها إلا عند الحاجة القصوى!.حسنا آخر: ما هي ملامح المستقبل بعد عشرين سنة؟ بعد عشر من السنين؟  بعد عامين اثنين؟ لا إجابة علمية منطقية حاسمة..  معظم الإجابات – ربما جميعها، مراوغة، غامضة، مبتسرة، لا تزيد السؤال المنطقي  إلا إرباكا وتعقيدا....  المجازفة بنفي معرفة المصير الغامض الذي يتهدد المنطقة.. مغامرة غير محسوبة العواقب، للعامة والخاصة على السواء، ما من أحد يغامر بإجابة جادة  لا تشوبها الأهواء ولا تكتنفها الظنون.النتيجة.. أن لا أحد يعرف، وما من أحد يهمه أن يعرف. نحن – عموما – نعيش كفاف يومنا المعرفي! (خلاف يومنا المادي  الذي لا يعرف الشبع  ولا يعترف بالارتواء)يكفينا العيش كفاف يومنا، فإن زدنا فكفاف غدنا، فإن أحسن  أحدنا علم الحساب  فحسبنا بعد غد، لا يمكن اختراق حجبه إلا بمعجزة. أما قراءة المستقبل واستقراء ملامحه، فنحن بشأنه عمي صم بكم.. هذا الاعتراف، ليس استمراء وتلذذا بجلد الذات، أو الاستسلام لعاهة الشعور بالنقص، إنه حقيقة دامغة، تفضحها الأفعال المتهيجة، والأقوال الفجة...لكن دهاة العالم الغربي،واضعو الخرائط، مصممو  خطوط الطول والعرض،  (لا أقصد رؤساء الحكومات فيها ولا الوزراء، ولا مجالس النواب والشيوخ)  يعرفون،، يستقرئون  الأحداث كما يقرؤون بكتاب، ليس عبر قراءة بثالة في فنجان قهوة، ولا في جفنة رمل يتناثر على سطحها حصى وخرز ودبابيس، ولا التطلع في ثنايا الأبراج.. بل وفق أرقام وإحصائيات  وشواهد تتكلم الفصحى وبكل اللغات.السؤال الذي بدأت به (مئة) سنة  يتواضع تواضع العلماء،  يستعيد حضوره: في ظل المتغيرات المتسارعة في عموم المنطقة الساخنة، ماذا سيكون المصير بعد أشهر  معدودات؟؟  وما العمال لوقف المزيد من الفجائع؟؟من يحدس _ يحزر _ الإجابة، له جائزة قيمة: طلقة مارقة من مسدس حديث مستورد، كاتم للصوت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram