حوار / فرات إبراهيم فنان مثابر ومجتهد في عمله ، دخل الفن وعالمه عن طريق الصدفة لم يخطط لشيء من هذا القبيل ،كانت طموحاته تنصبّ على التحليق بأعالي السماء وممارسة مهنة (كابتن طائرة) إلا أن مسارات الحياة وتشعباتها تجرفنا دون أن ندري نحو أفق آخر وعالم بديل أحسّ بالراحة في عالمه
وتنفس جزءا مما كان يطمح إليه وهو التحليق عاليا ،فقد حلق في سماء الفن بسرعة الصاروخ من دون أية مقدمات فانهالت عليه عروض العمل السينمائي والتلفزيوني والإذاعي فكان محط أنظار الحسّاد الذين وجدوه يتوسط فراش النعام والشهرة خلافا لكل المقاييس والمعايير التي كانت سائدة في ذلك الوقت ، لم يبلغ حلمه وطوحه عند التمثيل فقط فدخل معمعة الإخراج بحس فني وبدراية أهلته في ما بعد ليكون اسما لامعا في سماء الإخراج العراقي. قدم جلال كامل العديد من الأعمال الناجحة التي أوجدت خطا جديدا وحداثة لم يألفها البعض في الأعمال العراقية السابقة ،فدخل إلى عالم الجريمة والخيانة والتزوير والتجسس من خلال أعمال تلفزيونية جميلة كانت تعد في السابق من (التابوهات) في الدراما العراقية وتوج كل نجاحاته تلك بنجاح أخير هو دخول القفص الذهبي مع فنانة اتسمت بأدائها الفني الملتزم وإجادتها الأدوار المسندة إليها بنجاح كبير ألا وهي الفنانة المتألقة سناء عبد الرحمن .. عن كل هذا وعن طلاسم النجاح التي رافقته كان الحديث الآتي:* منذ فيلم اللوحة حيث بدأت التمثيل بطلا ونهاية إلى مسلسلك الأخير أسد بغداد كيف تقيّم تجربة النجاح ، هل هي وليدة صدفة ؟هل هو الحظ أم أن جلال كامل استطاع توظيف الاثنين معا ليصقلهما بالموهبة والدراسة لإتمام هذا المشروع؟- ربما في سؤالك شيء من الحقيقة ، نعم الصدفة كانت سببا لولوجي عالم الفن وهذه لها قصة ، حينما كنت في زيارة إلى احد الأصدقاء في معهد الفنون الجميلة كان يتواجد المخرج كارلو هارلتيون وكان يبحث عن وجه جديد ليسند إليه دور البطولة في فيلمه الجديد التلفزيوني (اللوحة) ،فإذا بأحد الأشخاص يقف إلى جانبي ويقول لي :الأستاذ يريدك ،فقلت له أي أستاذ فقال :المخرج كارلو هارتيون فذهبت إليه حينها لم أتمالك نفسي فأنا أمام مخرج أعرفه وله شأن في الدراما العراقية فقال : هل تعرف التمثيل ؟ فقلت له :أنا عازف كيتار فتأفف ثم قال :هل تعرف قيادة الدراجة ؟هل تعرف تلعب منضدة ،هل تعرف الرسم ، كانت أسئلته تتوالى واحدا بعد الآخر ،فما أن أهمّ بالجواب على سؤال حتى يبادرني بسؤال آخر ،ولا أدري لماذا صرخت بأعلى صوتي وقلت له :أعرف ،أعرف ،أعرف فأدرك أني منزعج فقال لمن معه :خذوا اسمه وعنوانه .* ماالذي استكشفته من هذه الأسئلة ؟- أقول لك وبصراحة تامة إني لم أعرف ماالذي يريده ولكن ما تبادر إلى ذهني هو انه يريدني أن أعزف في فيلم أو مسلسل ولم يتبادر إلى ذهني موضوع التمثيل .* وهل شغلك الأمر بعدها؟- لا لم أهتم لأني كنت أملك طموحا آخر. *ماالذي حدث بعد أن أخذوا منك اسمك وعنوانك؟ - اتصلوا بي وقالوا تعال إلى مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني وذهبت لأعرف سبب استدعائي .* ولماذا ذهبت؟- لغرض العلم بالشيء لا أكثر ،حينها وجدت نفسي وسط مجموعه كبيرة من الشباب توزع عليهم الأوراق .* وماذا كان في داخل هذه الأوراق ؟- يبدو أنها كانت أدواراً ليحفظوها .* إذن كان اختباراً؟- يبدو ذلك .* والمخرج كارلو هل كان من بين الحضور ؟- نعم شاهدته يعطي لهذا دورا وذاك دورا وما أن وصل إليّ حتى قال لي :أنت اجلس بينما الجميع كانوا واقفين وطلب مني بعدم مغادرة القاعة .* زادت شكوكك؟- لا بدأت أتفحص الأمور وبدت الأشياء لي أكثر واقعية فقد عرفت بأن هناك عملا وأنهم يبحثون عن وجه جديد حينها اقترب مني شخص يبدو انه الشخص الثاني بعد المخرج وقال لي :مبارك ستصبح ممثلا وسنعطيك 250 دينارا وكان هذا مبلغا ضخما مقارنة مع ما أتقاضاه من عملي الآخر والبالغ 60 دينارا فقط.* وفرحت لهذا الأمر ؟- فرحتي مازالت ناقصة ،فطموحي بالطيران والسفر بدأ يتلاشى وهذا أمر لا يسعدني كثيرا لكني تلمست شيئا من الشعور بالشهرة والغنى والاهتمام وهذا أمر ليس بالبسيط لشاب في عمري .* يبدو أن المخرج قد راهن في فيلمه اللوحة على وجه جديد لأنه فيلم تلفزيوني وليس سينمائيا ويعد فيه مبدأ الربح والخسارة أمرا غير ذي أهمية ؟ -ربما هذا صحيح لأن الفيلم التلفزيوني ليس فيه مردودات مالية حاله حال الفيلم السينمائي لكن هذا الوضع لايلغي دور الفيلم التلفزيوني وتأثيره في البنية الاجتماعية وقد تحقق هذا الأمر بصورة كبيرة .* كيف؟ -منذ العرض الأول لهذا الفيلم تنبه الناس والمختصون إلى قضية الشباب ودورهم في المجتمع ،وقد لامس هذا الفيلم بأسلوب إخراجه وطريقة السيناريو فيه المشكلة بصورة واقعية وأستطيع القول إن الناس حتى اليوم يشهدون بنجاح هذا الفيلم .* وأنا واحد منهم. بعيدا عما ذكرت ماهي الأسباب المباشرة لنجاح هذا الفيلم ؟- ناقش الفيلم التمرد على الواقع وعنفوان الشباب والانقلابات الإنسانية في دواخل الكثير من الشباب .*
جلال كامل.. الصدفة قادتني إلى بطولة فيلم سينمائي
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 27 مايو, 2012: 08:51 م