TOP

جريدة المدى > سينما > قيل وقال في المحاكم..رجل منقوص السيادة...!

قيل وقال في المحاكم..رجل منقوص السيادة...!

نشر في: 27 مايو, 2012: 09:02 م

 بغداد/ المدى قابلته بعد سنواتٍ تجاوزت التسعة أعوام، غاب كلانا فيها عن الآخر، شغلتنا أمور الحياة الصعبة وشاغلتنا ثم أخيراً عطفت علينا بلقاء ولدته الصدفة! هو... كما هو... يشغل وظيفة مرموقة... حريص على أناقته ووسامته وعذوبة ألفاظه وحياء نظراته... لم يتغير فيه شيء منذ لقائي الأخير به في حفل زفافه من زوجته الجميلة التي بادلته الحب بجنون ... لكنه الآن يحاول إخفاء مسحة حزن تطل أحيانا من بين نبرات صوته ، وأحيانا أخرى من عينيه ...
 سألته .. "اشلونك اخبارك .. كيف احوال زواجك؟" صمت (ح) لحظات ثم أراد أن يغير الموضوع ... ولأنه من أصدقاء العمر المعدودين لم أطاوعه على الهروب من الإجابة! وبعد إلحاح مني انفجر البركان فوق لسان صديقي: لم يستطع مخلوق في الدنيا أن يخدعني ... لا بحكم خبرتي في الحياة ولا بحكم مهنتي لكنها خدعتني، وحينما كشفتها لم تخجل من نفسها، وإنما حاولت الدفاع عن نفسها... وهددتني بالذهاب إلى المحكمة وتطلب الطلاق... ولو فعلت سوف أقدم دليل الخيانة إلى المحكمة حتى لا تأخذ حقوق المتأخر مني بالطلاق مكافأة على خيانتها! ... لا تكن خصما وحكما يا صديقي قل لي أولا ماذا حدث؟ أجابني ... نسيت الموبايل الخاص بها ذات يوم وخرجت إلى عملها... كان هذا اليوم يوم إجازتي ... رن الموبايل عدة مرات متتالية ... سمحت لنفسي لأول مرة بأن افتح الموبايل الخاص بها ... كانت رسالة من عدة مقاطع .. الرسالة من رجل يخبرها انه عاتب عليها لأنه لم يرها منذ شهرين ... ويحلفها بأيام الحب الجميلة ألا أن تكون قاسية معه.. ويطلب منها أن تتذكر تلك القبلة التي لم تكتمل وألا تكون هي والزمان ضده، ثم سألها في النهاية قائلا: ألا يكفي انك ما زلت الإنسانة التي لا مثيل لها في الدنيا! صمت (ح) وهو يلقي برأسه فوق كف يده وكأنه قد ألقى القفاز وسقط فوق الحلبة... وعدتُ أحاوره قبل أن تتشتت أفكاره .. هل واجهتها؟ وماذا قالت عن هذا الرجل؟ قالت انه خطيبها الأول حينما كانا يدرسان معا في كلية الطب! ... سألته هل كنتَ تعرف أنها مخطوبة؟ نعم ... لكني لم اهتم بالتفاصيل... فلا شأن لي بالماضي... لكن أن تدب الحياة في الماضي ويعيش معنا الحاضر فهذه هي الخيانة!... ماذا قالت هي لك؟... خطيبها كان وقد نجا من الموت بأعجوبة في حادث سيارة تهشمت تماما وهو بداخلها... أخرجوه من أشلائها مجرد قلب لينبض وجسد تهشمت فيه العظام وشلت حركته، ومنذ ذلك اليوم وهو يرقد في احد مراكز التأهيل، يئس معه الطب... فشلت حتى محاولة أن يتحرك بالأجهزة التعويضية... أو الكرسي المتحرك!.. يصمت (ح) مرة أخرى ... يلتهم سيجارته في عدة أنفاس متلاحقة ... يبتلع ريقه الجاف ثم يستطرد قائلا في أسى ... اعرف أن زوجتي لا تكذب ... ربما هذه هي ميزتها الوحيدة عندي كإنسانة ، لأنني أسقطتها من حساباتي كزوجة!.. اعترفت لي بأنها تزوره بين الحين والآخر من باب الشفقة لا أكثر ... قلت لها إنها أسوأ أنواع الشفقة !... قالت لي ... لا تنسى أنني طبيبة! ... قلت لها: ولا تنسي أنك زوجة!... قالت لي هو قال في رسالته انه بقايا رجل..! قلت لها انه قال أيضا انك الإنسانة التي لا مثيل لها في مشارق الأرض ومغاربها... قالت... لي أنني اتهمها في رجل صار في عِداد الموتى... قلت لها ... لكن قلبه ما زال ينبض بحبك وأنت تساعدين هذا القلب على أن يظل حبك حيا فيه!... شعرت و (ح) يحدثني أن قلبه هو الذي سيتوقف من فرط الحزن الذي يملأه ... كنت اعرف أن هناك جملة في الرسالة هي التي تمزق (ح) فلم أشأ أن اسأله عنها، لكنه هو الذي أراد أن يختم بها المواجهة التي دارت بينه وبين زوجته .. قال لي وهو يتنهد في حرقة ... وعن القبلة التي لم تكتمل ... قالت لي (س) أنها فوجئت أيام الخطوبة بخطيبها يغافلها ويحاول أن يسرق منها هذه القبلة، لكنها حشدت كل أسلحتها ومنعت هذه الهجمة وهي تقنعه بأن هذا النوع من الحب لن تمنحه تأشيره المرور إلا بالزواج !... هكذا بررت (س) الموقف بان أيام الحب لم تشهد سوى مشروع قبلة لم يكتمل، ولم تطلبها أو ترحب بها!... سألتُه في محاولة لكي تبرد ناره .. وهل تعتبر زوجتك خائنة.. يا (ح)؟!... أجابني ... هي ليست خائنة .. وليست بريئة ... أنها شبه خائنة !... ولست بحاجة لهذا النوع من النساء !... قلت له ... لا تظلمها يا (ح) !...  المحكمة هي التي ستفصل بيني وبينها !... قلت له ... ربما تخسر أنت القضية فليست هناك أية خيانة منذ تزوجتك (س) ؟... أجابني الخيانة ليست مقصورة على الجسد ... سوف اثبت أن خيانة المشاعر أقوى وأبقى ... وهي سوف تثبت انك قد خلطت بين الشفقة والخيانة والواجب المهني لرسالة الطبيبة! أجابني... إذا لم تنصفني المحكمة، سأحكم أنا على (س)... بالطلاق!.. فشلت كل محاولاتي لإثناء صديقي عن الطلاق، وان يعرض على زوجته قطع علاقات (الشفقة) بهذا الإنسان بالذات... لكن (ح) رفض بإصرار وأنهى حديثه معي قائلا... لا يمكن أن أعيش معها وأنا رجل يشعر في كل لحظة انه منقوص السيادة، وأن شريكة حياتي في حياتها رجل آخر، وحتى لو كان عاجزا عن الحركة... وأيام عمره معدودة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram