TOP

جريدة المدى > سينما > معركة نسوان.. تنتهي بجريمة قتل!

معركة نسوان.. تنتهي بجريمة قتل!

نشر في: 27 مايو, 2012: 09:04 م

 بغداد/ المدى لم يعرف (ع) أن بعض الكلمات التي خرجت من فمه قد يدفع حياته ثمنا لها، فهو يعمل مصلحا للمدافئ النفطية والطباخات بأحد القطاعات في مدينة الصدر ... وقد اشتهر بين أبناء الحي الشعبي بمهارته في عمله، حيث يأتي له الكثير من الزبائن وأبناء الحي ومن مناطق مختلفة بسبب شهرته الكبيرة في مجال عمله،
ولكن بالرغم من ذلك فإنه كان معروفا أيضا ببعض التصرفات الغريبة، وكان الناس يتعجبون من ذلك كثيرا، فأحيانا يكون هادئ الطباع وحسن الأخلاق ... وأحيانا أخرى عصبي المزاج وسيئ الخلق، وكان هذا التناقض الغريب بشخصيته يحيطه بحالة من الغموض ويعرضه أيضا للكثير من المشاكل سواء في عمله أم في علاقاته الإنسانية بجيرانه وزبائنه ... وفي احد أيام الشتاء جاء لـ(ع) احد الزبائن لكي يصلح له مدفئته النفطية وطباخه في بيته وبالفعل ذهب معه لكي يبدأ العمل وكان هذا المنزل في نفس القطاع وإثناء وجوده بالمنزل شاهد سيدة تمر أمام باب المنزل الذي يعمل فيه، فقام بغفلة من صاحب المنزل بمعاكستها ببعض كلمات الغزل ولكن الفتاة لم تتقبل ذلك ونظرت إليه نظرة تدل على استيائها وعدم قبولها بهذه المعاكسة الغريبة... ما اغضب (ع) وقرر أن يعرف كل شيء عنها!... وبدأ يسأل عن هذه الفتاة وعرف اسمها وأنها متزوجة من عامل بناء وتسكن بنفس القطاع، ولكن أصدقاؤه نصحوه بالابتعاد عنها وعدم التعرض لها وذلك لأنها شريفة ومتزوجة ولكن (ع) أدار ظهره لهذه النصائح ولم يعر اهتماما لهذا الكلام! وبدأ في ملاحقتها في أي مكان تذهب إليه، يبدي لها إعجابه ويحاصرها بكلمات الغزل، ولكنه بالرغم من محاولاته الكثيرة لم يصل إلى مراده بل كانت تنهره في كل مرة ولا ترد عليه وكانت (س) قد قررت أن تخبر زوجها عن هذا الشخص الذي يلاحقها في كل مكان ولكنها ترددت وفضلت أن تتحمل مضايقاته حتى لا تتسبب بمشاكل مع زوجها، ولكن (ع) لم ييأس وظل في محاولاته المستمرة لجذب انتباهها، فاض بـ(س) الكيل ولم تستطع أن تتحمل كتمان غضبها أكثر من ذلك وقررت أن تخبر زوجها وبالفعل أخبرت (م) بكل شيء ... غضب الزوج كثيرا وعاتبها لأنها لم تخبره من البداية ، واخبرها بأنه سوف يذهب إليه ويؤدبه لكي يكف عما يفعله، ولكنها توسلت إليه بان يهدأ ولا يندفع حتى لا يضيع نفسه وأخبرته بان يتصرف بعقل ولا يتهور... وبالفعل بدأ (م) في التفكير في حل لهذه المشكلة دون الخوض في مشاكل عشائرية وجلسات وفصول... ولم يجد أمامه حلا سوى أن يخبر شقيق زوجته والذي كان يعتبر بمثابة صديق له وكان يأتمنه على كثير من أسراره أن يذهب إليه ... وبالفعل ذهب إليه ليوبخه عما فعل وهدده بعدم التعرض لشقيقته مرة أخرى!... أنكر (ع) اتهام (ش) له وانه لم ير أخته من قبل وطلب منه أن يواجهها به حتى يثبت له صحة أقواله وبالفعل أخذه معه الى منزل شقيقته وتعرفت عليه (س) فور رؤيته وأكدت لأخيها بأنه قام بملاحقتها ومضايقتها أكثر من مرة وأثناء احتدام النقاش قام شقيق (س) بتهديده بأنه إذا لم يبتعد عنها ويكف عن أفعاله سيقوم بقتله ولكنه (ع) لم يتقبل هذا التهديد وحدثت مشادة كلامية تطورت الى مشاجرة بالأيدي والطابوق والسكاكين وتدخل الأهالي لفض الشجار، وعاد (ع) الى منزله ... ولكن (ش) قرر أن ينتقم لكرامته وشرفه وانتظر حلول الظلام وذهب إلى منزل (ع) مرة أخرى ولكن في هذه المرة لم يذهب بمفردة فلقد جلب معه بعض النسوة من عائلته وعندما وصل إلى شارع (ع) حدثت مشادة كلامية بينهم وتطورت إلى مشاجرة بالأيدي وعندما شاهد أهله هذه المشاجرة قرروا الاشتراك في المعركة وكانت الأسلحة عبارة عن "تواثي وسكاكين وطابوق وقطع حديد" حيث كانت معركة نسائية اشتركت فيها نساء العائلتين واختفى فيها (ع) لحظات وعاد ومعه قامة وضرب بها (ش) على رأسه ... وعندما رأى (ش) الدم يسيل على جبهته لم يتمالك نفسه واخذ القامة من يده وقام بضربه عدة ضربات في جميع أجزاء جسده ولكن إحدى الضربات أصابت (ع) في قدمه أدت الى قطع الشريان الذي يصل للقلبمما ادى الى سقوطه في الحال وهو ينزف بغزارة من مكان الجرح وقام الجيران وأهله بأخذه إلى المستشفى بسيارة أجرة، ولكنه توفي فور وصوله إلى مستشفى الجوادر ... الغريب أن (ش) لم يحاول الهرب ولكنه ظل في مكانه حتى وصلت الشرطة وسلم نفسه واعترف بقيامه بالدفاع عن نفسه وضرب (ع) دفاعا عن شرفه ونفسه عندما قام المجني عليه بضربه في رأسه بالقامة !.. التقيت بـ(ش) في مركز الشرطة وقال لي ... انه ليس نادما على ما فعله ... فلقد كان يدافع عن شرفه وكرامة أخته ... ولكنه قال انه لم يكن ينوي قتله، ولكن (ع) هو الذي بدأ بالضرب عندما جاء بالقامة ... وكان في حالة دفاع عن النفس والدليل على ذلك انه لم يهرب وانما سلم نفسه للشرطة ... تقرير الطب العدلي أكد إصابة (ع) بعدة ضربات في أجزاء مختلفة بالجسم أدت الى وجود جرح قطعي بالقدم اليسرى ما احدث نزيفا أدى الى وفاة (ع) فور وصوله إلى المستشفى !.. بعد أسبوع من توقيف المتهم اخلي سبيله بكفالة عندما تدخلت عشيرته وطلبت من عشيرة (ع) "عطوة" لفض النزاع عشائريا ودفع المقسوم لان "الحي أولى من الميت"!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram