TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > أنبوب للنفط بدلاً من التنقيب عن الآثار

أنبوب للنفط بدلاً من التنقيب عن الآثار

نشر في: 27 مايو, 2012: 09:06 م

ترجمة/ عادل العامل كانت جنائن بابل المعلقة إحدى عجائب العالم القديم السبع، لكن يبدو، في الجدلٍ المحتدم حول مد أنبوب جديد للنفط هناك، أن التراث ليس نظيراً لصناعة النفط العراقي الناشطة الآن. ففي الوقت الذي تسعى فيه بغداد لجعل اليونسكو تضع بابل في قائمتها كموقع تراث عالمي، يشتبك المتخصصون بالآثار مع مسؤولي وزارة النفط في صراع بشأن أنبوب نفط يصر أحد الطرفين على أنه يهدد بالخطر الموقع ويمكن أن يسبب للآثار ضَرراً لا يمكن إصلاحه. وقد صرّح  قيس رشيد،
رئيس المجلس الأعلى للآثار والتراث، قائلاً إن وزارة النفط قد قامت بالحفر لمد أنبوب يصل طوله كيلومتر ونصف، لنقل منتجات البترول من خلال موقع بابل الأثري. وكان الأنبوب قد فُتح في شهر آذار الماضي، ويمكن للعمل فيه أن يسبب ضرراً لآثارٍ لا تُقدر بثمن تعود للعهد الحديث من بابل، خاصةً بسبب الحفر بالمثاقب، كما قال رشيد. وقد أضافت مريم عمران، رئيسة قسم الأثريات في منطقة بابل حيث يقع الموقع، أن الكثير من المنطقة الأثرية ما يزال غير مستكشَف لحد الآن، وفي الوقت الذي يبدو فيه الضرر بادياً للعيان، فإن أحداً لا يمكنه التحدث عن التأثير الحاصل تحت السطح. وقالت "يمكن أن تكون هناك أثريات في الأرض لا تبعد سوى سنتمترات عن السطح. والأثريات في هذه المواقع لم تُكتشف بعدُ تماماً، مثلما هي الحال في بقية نقطة التحول التاريخي".  غير أن المتحدث باسم وزارة النفط عصام جهاد دافع عن مشروع بابل، قائلاً "إنه نُفِّذ ... على بعد مئات الأمتار من الموقع الأثري. و نحن لم نجد أية آثار أو دلائل على وجود أثريات خلال عمليات الثقب". وبالرغم من أن بابل قد اعتُبرت موقعاً أثرياً منذ عام 1935، لكن لم يُنقَّب فيها إلا جزئياً لحد الآن والكثير من بقايا المدينة القديمة لم تُكتَشف بعد. هذا إضافةً للإهمال والتجاوزات والنهب والسرقات التي تعرضت لها آثارها ومتاحفها في مستهل الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وما سببته إقامة القاعدة الأميركية هناك من أضرار فادحة للمنطقة الأثرية، ومنها بوابة عشتار.  إن العراق بلد غني بالتاريخ والمواقع الأثرية التي توفر إمكانية عظيمة للسياحة، لكن الغالبية العظمى من عائدات الحكومة ما تزال تأتي من النفط. ومع هذا، فإن سوء إدارة المنطقة الأثرية سواء في عهد صدام الذي أعاد فقط بناء جزء من المدينة بطابوق يحمل الحرف الأول من اسمه، أو مد أنابيب للنفط في العهد الحالي هما من الأسباب التي تعرقل إدخال بابل في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي. وقد سبق للعراق في زمن صدام أن تقدم بثلاثة طلبات إلى اليونسكو لتثبيت بابل لديها كموقع تراث عالمي، لكن الطلبات رُفضت بسبب سوء إدارة الموقع كما قالت المنظمة، التي ترى أن الحكومة الحالية لا تحترم هي الأخرى الآثار. وكما يرى السيد رشيد، فإن مد أنبوب النفط هذا هو بمثابة الرصاصة التي قتلت مساعينا لاعتبار اليونسكو مدينة بابل موقعاً للتراث العالمي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram