كاظم مرشد السلّوم صنع الإنسان الحكاية، منذ عصور ما قبل التاريخ إلى اليوم، فحاكى أو ابتكر أو أبدع ، حاكى فدون على الكهوف مطاردات صيده ورسم على جدران المعابد طقوس عبادته، وجمع فتات الصخر، وشكل لوحات فسيفسائية تعرض حروبه أو إبداعه، فصاغ من الكلمة أسطورة تعرض نشأة الكون أو خرافة تقص عجيب أحداثه .
هذا ما جاء في بداية الفصل الأول من كتاب "جمالية الحكي" للكاتب أحمد القاسمي الصادر عن المؤسسة العامة للسينما السورية، سلسلة الفن السابق في دمشق، والكتاب هو في الأصل رسالة ماجستير للكاتب ، ارتأى أن يطبعها في كتاب . يقع الكتاب في مئة وتسعين صفحة، تحتوي على ثلاثة أبواب، جاء الباب الأول تحت عنوان "الحكي وأشكال الوسيط" تضمن فصله الأول بحثا عن السيميائية والحكي، متطرقا الى نشأة وأصول السيميائية، وكذلك مفهوم العلامة وعناصرها والمدارس والاتجاهات السيميائية ومن ثم السيميائيات التطبيقية.فيما جاء الفصل الثاني تحت عنوان الحكي إشكالا سيميائيا يقتضي مقاربة وسائطية، حيث الحكي إشكالا سيميائيا، والعلامة ، خصائصها وأنظمة إنتاجها للمعنى.الباب الثاني جاء تحت عنوان "الحكي معمارا" آليات تشكل الحكاية بين الأدب والسينما، وتضمن فصلين، الفصل الأول تضمن ، معمار الحكاية ، من حيث نظام العلاقات الداخلية ، والعلاقات السياقية وكذلك العلاقات الجدولية ، فيما احتوى الفصل الثاني منه بحثا في أساليب الحكي الأدبي والسينمائي وتقنياتهما، من خلال أنواع الابصار في الفيلم السينمائي ، التبئيير السينمائي ، وبلاغة الحكي وتقنياته ، بلاغة الحكي الأدبي ، المكون الانفعالي ، المكون البنيوي ، بلاغة الحكي السينمائي من خلال عناصر الديكور والممثل والأسلوب الخاص في الأداء .الباب الثالث جاء تحت عنوان " دعائم الحكي " وفي ثلاثة فصول ، الفصل الأول تطرق إلى الشخصية بين الحكي الأدبي والحكي السينمائي من خلال الدور ، الشخصية ، الممثل .الفصل الثاني خصص للفضاء بين الأدب والسينما من حيث صيغ تنظيم الفضاء ووظائف الفضاء، وكذلك الفضاء ونمط الإخراج في فيلم " المصباح المظلم ". فيما تطرق الفصل الثالث للحديث عن الزمن بين الأدب والسينما.الكتاب يعد مرجعا مهما للباحثين والمهتمين بالشأن السينمائي ، كونه يتطرق إلى العديد من العلوم الجانبية التي لها اثر كبير وواضح في صناعة الفيلم السينمائي، وبناء السيناريو الأدبي له .
جمالية الحكي بين الصياغة اللغوية والمعالجة السينمائية
نشر في: 29 يونيو, 2012: 05:13 م