سلام خياط قبل عقد ونصف من السنين، كنت شاهدة عيان على تبني ونشر مقال استثنائي بعثه لي أحد النابغين العراقيين حول الغيض الفاضح في نهر دجلة، واستقراء ما سيحيق بالبلاد وبالعباد من مهالك لو جف. سعيت لنشر الموضوع وتبني أولويات المشروع في الصحيفة اللندنية التي كنت أحرر بها –آنذاك-.
كان مضمون المادة غريبا حقا، بل شاذا بين الرسائل ومعظم المواد الروتينية المجترة والتي لا جديد فيها غير العناوين.كان عنوان المقال – بحد ذاته – مستفزا، (دجلة المعلق). يقترح كاتبه مشروعا جريئا لإنقاذ دجلة من الموت. ويدعو الخبراء لمناقشته وإغناء تفاصيله.وكان شوطا صعبا علي أن أقطعه، أن أقنع رئيس القسم، ثم رئيس التحرير، بجدوى الموضوع وجديته، بعد إلحاح وإصرار، ورد غير مقنع، ورد غير مقتنع، تم نشر الموضوع (ولكن) بعد حذف المشاهد السوداوية المأساوية من الصورة المتخيلة التي رصدها الكاتب بعد عشرين سنة وما سيليها من نكبات.ربما -والأسباب كثيرة- من بينها تحاشي الترويج لأفكار سوداوية أو تشجيع من يتعاطاها، لاسيما وكثير من الصروح الإعلامية العربية كانت تبشر بعصر زاهر لشعب سيشرب الماء عسلا مصفى، ويلوك رغيفا معجونا بالأمان والكرامة. لم يعد العراقي معنيا بمن جاء للحكم أو راح، ومن سيجيء ويروح، ما دام الذود عن العراق أرضا وأنهارا وشعبا هاجسه ومبتغاه، ولا أظن إن أحدا من العراقيين شغوف بمتابعة جولات الملاكمة التي لكثرتها وإنشطاراتها الأميبية، غدت عيبا ومنقصة، فلم يعد يعرف من هو عامر ومن هو عمرو (رحم الله الجواهري). لكن العراقي –يقينا - ينام ويصحو على هاجس ألا يروع أو يجوع أو يموت من العطش! قبل أيام قرأت في أحد المواقع (شهقة) أحد الغيورين يستغيث لإنقاذ دجلة من الغرق، بعدها بأيام – ويا للدهشة – قرأت مداخلة عن دجلة المعلق، لنفس الكاتب الذي بعث بموضوعه ذاك قبل خمس عشرة سنة. أكاد أسمع لهاث الكاتب!: بتجفيف النهرين، وتعفير العراق –الأرض والبشر– بالنووي والكيماوي ،وتكريس شحة الكهرباء، وغض النظر عن تلوث الماء، وإهمال الزراعة، و...و.. هنا تتكامل ملامح إبادة مقصودة..يصطنع العمى عنها القيمون على شؤون البلد،، ويباركها مهندسو لعبة الأمم.والحل؟ بدجلة معلقا!* تعمدت عدم ذكر أسماء الموقع والكاتبين، تحسبا من مظنة الدعاية للموقع، والترويج لطروحات الكاتبين.
السطور الأخيرة:دجلة المعلق
نشر في: 29 يونيو, 2012: 05:41 م