متابعة/ نورا خالد ... تصوير/ محمود رؤوف استذكر بيت المدى للثقافة والفنون بشارع المتنبي أمس الجمعة عرّاب السينما العراقية جعفر علي، وقدّم لحفل الاستذكار الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم الذي أعطى نبذة عن حياة ومسيرة وإبداع الراحل، ثم اعتلى المنصة الفنان الكبير سامي عبد الحميد الذي أدلى بشهادته قائلاً:
سامي عبد الحميد: رائد من رواد السينما والمسرحجعفر علي رجل متعدد المواهب فهو متخصص باللغة الانكليزية وبالفنون السمعية والمرئية وهو تدريسيّ ناجح من مؤسسي قسم الفنون السمعية والمرئية بكلية الفنون ووضع مناهجها وأسس استوديوهاتها، وهو مخرج مسرحي وسينمائي ولعل أبرز إخراج له مسرحية (فيث روك) لميغان ثيري التي قدمها في بغداد وفي حصن الاخيضر.وكان أول فيلم سينمائي يخرجه هو (الجابي) بطولة أسعد عبد الرزاق ونجح فيه جعفر بتفوق ثم أقدم على إخراج فيلم (المنعطف) عن رواية غائب طعمة فرمان الرائعة (خمسة أصوات). كان مدير التصوير في الفيلم (نهاد علي) وبأجهزة إضاءة بدائية صنعها بيديه صوّر الفيلم وقد استغربنا وسررنا لأن التصوير انتهى بزمن قصير وكان بالإمكان أن يظهر الفيلم بأحسن مما ظهر، مع ذلك فقد حقّق نجاحاً مقبولاً. وكان ممكناً أن يخطو (جعفر علي) خطوة أوسع ومتقدمة لو أتيح له إخراج فيلم آخر وقد استغربنا فشل الفيلم الذي أخرجه إبراهيم جلال وباسم (حمد وحمود) وذكر أن جعفر علي عمل مساعداً للمخرج. وتذكر عبد الحميد لقاءاته مع الراحل وقال: كان لقائي الأول مع (جعفر علي) عندما أخرجت له مسرحيته القصيرة (زهرة والسلطان) في الجمعية البغدادية عام (1967) ومثّل فيها كل من (فوزية الشندي) و(هاشم السامرائي) ولا أدري، لماذا اخترت ذلك النص المسرحي المعد عن مسرحية أجنبية ربما لأنني كنت أريد أن أقدم مسرحية عراقية غير مترجمة، وكان جعفر قد أعدّ ذلك النص لشخصيات عراقية وشبه عراقية وتقع أحداثها زمن الاحتلال العثماني، نشرت المسرحية مع مسرحيتين لطه سالم وتوفيق البصري من منشورات فرقة مسرح بغداد الفني عام (1962). أما اللقاء الثاني فكان في فيلم (المنعطف) وكان معي يوسف العاني والراحل طعمة التميمي ولا أدري لماذا استغنى جعفر عن شخصيتين من شخصيات غائب طعمة فرمان الخمس ليجعلها ثلاثاً، واستدرك عبد الحميد: ربما لاختصار كلفة الإنتاج. أما اللقاء الثالث جاء عندما شاهدت مسرحية (فيث روك) للكاتبة الأميركية (ميغان تيري) وأخرجها جعفر وقدمت في أكاديمية الفنون أواسط السبعينيات وتدور أحداثها عن الحرب في فيتنام وكانت مسرحية اجتماعية. اللقاء الرابع كان في فيلم (المسألة الكبرى) لمحمد شكري جميل حيث مثل هو شخصية وطنية وأنا مثلت شخصية (جعفر أبو التمن) وأظهر (جعفر) تلقائية وطبيعية في أدائه لدوره وبشكل مقنع بالإضافة إلى كتاباته النقدية حول العروض المسرحية والفيلم السينمائي فقد ترجم كتاباً مهماً في مجال فن الفيلم وأصبح مصدراً للدارسين هو (فهم السينما) للوي جانيتي.وختم حديثه بالقول: تعرض الراحل (جعفر علي) في آخر أيام حياته إلى مصاعب وأزمات منها ما يخص وضعه العائلي ومنها ما يخص سياسة السلطة الحاكمة آنذاك، ورحل عنا تاركاً إرثاً معرفياً وإبداعاً فنياً و(فرقة مسرح اليوم) المجموعة الطليعية التي قدمت أعمالاً مسرحية تنحو منحى التجديد وتنقد سلبيات السلطة والواقع الاجتماعي.عقيل مهدي: (سوبر مان) برنادتشوووصف د.عقيل مهدي مظهر الراحل جعفر علي الخارجي بأنه قصير القامة، كبير الرأس، يداه هزيلتان، ويذكرنا (بسوبر مان) الذي تحدث عنه (برنادتشو)، وأشار إلى أن جعفر علي عقل علمي تحوّل إلى الفن، وهذه مفارقة ينبغي أن نعيها تماماً، وبين انه مثل مع جعفر علي مسرحيتين إحداهما مسرحية (فيت روك) لمؤلفها ميغان تيري، والتي تتحدث عن الحرب الفيتنامية الأمريكية، والدلالة على الخسائر الأميركية في الحرب مع فيتنام، قدّم جعفر علي هذه المسرحية في حصن الأخيضر بمدينة كربلاء وعلى الهواء الطلق ومثلها قسم من طلبة أكاديمية الفنون الجميلة، وحضر الشاعران محمد مهدي الجواهري وعبد الوهاب البياتي لمشاهدة هذه المسرحية في كربلاء وأكد مهدي على أن الثيمة التي يشتغل عليها جعفر علي هي الثيمة السياسية لأسباب، فهو ابن (علاوي الحلة) وابن إنسان كادح وهو من الكرد الفيليين، وهو رجل اشتراكي أدخل درسا من خلال الصوت والإلقاء اسماه الإذاعة والتلفزيون حتى ادخل إلى هذا الدرس كاميرا وهذا ما حفز لدينا (موسوعية الفن).وتابع: كان جعفر علي يتقن اللغة الانكليزية واللغة العربية وما زال كتابه عن السينما من الكتب المهمة، لأنه كان يدرك تماماً ما هو السؤال الجدير بالطرح لأنه فنان وصاحب مشروع فيدخل من جانب يعرف جيداً انه سيؤثر في الآخر لذلك كان يقول دائماً إن ضعف السينما العراقية في العاملين بها لأنهم لا يملكون الثقافة العامة كما أن ثقافة الاختصاص لديهم متلكئة. طه حسن الهاشمي: مشاهد مع جعفر علي وفضل د. طه حسن الهاشمي أن يصف علاقته مع جعفر علي بمشاهد فكان المشهد الأول-عام 1974 في حديقة أكاديمية الفنون الجميلة:خيمة متوسطة الحجم علقت قطعة كارتون عليها مكتوب فيها (الخيمة 101) مجموعة من الطلبة حوالي احد عشر طالبا منهم الأردني علي الكايد والتونسي محمد والعراقي طارق الجبوري والعما
جعفر علي.. تاريخ من الابداع والمنجز الثقافي والفني
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 29 يونيو, 2012: 05:57 م