علي لفتة سعيد لا أفهم كيف أفهم الخطابات السياسية التي نسمعها ونتلقاها من أفواه السياسيين العراقيين الذي جاءوا بعد سقوط السياسي الأوحد والقائد الضرورة الذي كان يلقي خطبا تنفع لشعب متنعم وليس لشعب صابر على مضض لما يراه من حروب .لا أفهم حتى اللحظة ما هو ثمن فرحتنا بسقوط النظام السابق على حلم وخيال أن نعيش في مرحلة جديدة يقودنا فيها رجال صدقوا ما عاهدوا فيه المعارضة بعد الله من أنهم سيبنون البلد ولن يفعلوا ما فعله سلفهم صدام حسين.
بودي لو يشرح لي السياسيون الآن ثقافة التلقي لأنه قد يكون العيب فينا إننا لم نتحد على قناعة واحدة من أنهم على صح والشعب على خطأ.لم أفهم حتى الآن كيف يتحدث السياسيون لدينا ليقنعوا الشعب أنهم على صواب وهم يدركون ،وأحلف برأس الشعب الدائخ والمسطور أنهم يعلمون أن الشعب يدرك أنهم ليسوا على صواب.لست هنا مدافعا عن الحكومة ولا معارضا لها ولا مؤيدا للتهم المنسوبة لهذا السياسي أو ذاك ولكني هنا أتحدث عن الخطابات التي نسمعها كل يوم من أفواه المصرحين إن كانوا سياسيين أو غيرهم بل الأدهى من ذلك دخول شيوخ العشائر على الخط الذهبي للتصريحات التي لا تنفك أن تناغم الطائفة من جهة وتناغم الكراهية تجاه الآخر من جهة لتصور لمن معهم إن كل شيء ضدهم وان الآخرين لا همّ لهم سوى إسقاطهم.لا افهم كيف يدافع السياسيون والآخرون عن متهم ويقولون إن التهم سياسية قبل أن يرتد لهم طرف التحقيقات وهم الذين يشمرون عن سواعدهم قبل فترة مطالبين بإعلان نتائج التحقيقات على الملأ وان اللجان المكلفة بالتحقيقات لم تعلن النتائج وهذا يعني إن هذه اللجان كاذبة.. واليوم حين كانت النار بين أيديهم يؤكدون بطلان إظهار النتائج على الملأ .هذا فعل سياسي لا ضرار فيه ولكن المشكلة أن النتائج ثمنها الدم العراقي..حتى بت أتساءل هل حقا رخص الدم العراقي..حتى أني أتساءل أيضا إذا ما كان كلام السياسيين صحيحا فأي واقع سياسي نعيشه وماذا سيكون الحال لو قدم احدهم شكوى ضدي فكيف سيكون حالي وكيف اضمن نزاهة القضاء إذا كان مسؤول رفيع يشكو همه منه.لا افهم السياسة وهناك من يدافع عن التهم من إنها تهم ضدهم ويطالبون بتسوية سياسية على حساب الدم العراقي ولا افهم الحكومة وكادرها كيف يتصرفون وهم يرون أن الجميع يقول أن عليكم أن تغيروا نمط التصرفات وهم يقولون من خلال الكادر إن العمل السياسي لا يجب أن يختلف عن الدستور فيما تكون الصفقات خارجة عن الدستور..لم افهم بعد لغة الخطابات السياسية ولم افهم كيف افرق بين السياسة والمجتمع بعد أن صار البعض يرتضي أن تكون الطائفية عنوانا لكل حركة ولكل دفاع يريدونه حتى بات الدفاع عن النفس يستغل على انه دفاع عن الطائفة أو أن الاتهام هو اتهام وهم بذلك يريدون أن يؤلبوا ضمير الشارع ضد الجزء .ربما يريدون لنا أن نعقد مقارنة بين زمنين فأيهما أمرّ من الآخر لأن لا حلاوة في الزمنين.
ثقافة تلقّي الخطاب السياسي
نشر في: 29 يونيو, 2012: 06:00 م