ثائر صالح الحديث عن الموسيقى الأوروبية يدعونا عادة لذكر الأوركسترا، وهي الفرقة الموسيقية المستعملة لأداء الموسيقى الأوروبية. والأوروبية لا تعني هنا مصطلحاً جغرافياً، بل هي مصطلح ثقافي يتجاوز الحدود الجغرافية لأوربا. مرت الفرقة الموسيقية في أطوار مختلفة على مر العصور، وهي في تغير دائم، فقد أخذت شكلها وحجمها خلال عملية تطور طويلة. الجانب الذي يحدد حجم الاوركسترا وعدد عازفيها هو التوازن الصوتي لأدواتها. لذلك يتناقص عدد العازفين حسب التسلسل من الكمان الأول، ثم الكمان الثاني،
والفيولا، والتشيلو (فيولوسيل)، وأخيراً الباص (دبل باص، كونتراباص). وهناك عدد محدد من كل من الأدوات الخشبية (الفلوت والاوبو والكلارينيت والباسون) والنحاسية (الترومبيت والترومبون والهورن والتوبا). ففي الاوركسترا الرباعية، وهي أكبرها، هناك أربعة عازفين على كل أداة من الخشبيات والنحاسيات بأنواعها، ومعها 18 كمان أول، 16 كمان ثاني، 14 فيولا، 12 تشيلو و10 كونتراباص. وهناك قسم الإيقاع بمختلف الأدوات. وبالطبع يمكن إضافة أدوات أخرى.تأسست نواة الأوركسترا المعاصرة بشكلها وتقنياتها في فترة ما يسمى بمدرسة مانهايم (وهي مدينة بألمانيا) خلال أواخر عصر الباروك، وبدايات الفترة الكلاسيكية، عصر هايدن وموتسارت. إذ بلور مؤلفو هذه المدرسة (وأهمهم يوهان شتاميتس) تقنيات ديناميكية الصوت، وكانت فرق مانهايم مثالاً أمام الفرق التي تشكلت لاحقاً. وكانت فرقة جفاندهاوس (في لايبتسغ بألمانيا) من أشهر الفرق في القرن التاسع عشر، تأسست في 1743، وقادها الموسيقار العبقري مندلسون، وهو الذي صنع شهرتها.بين أشهر الفرق السيمفونية في القرن العشرين نجد فرق برلين وفيينا الفلهارمونية، فرق بوسطن وفيلادلفيا (الولايات المتحدة)، وفرقة كونسرتخباو الملكية الهولندية، وفرق الراديو (مثل بي بي سي) وغيرها الكثير.أما أشهر الأعمال التي تتحدث عن الاوركسترا، فهو عمل بنجامين برتن "دليل اليافعين إلى الاوركسترا" الذي بناه على لحن من ألحان هنري برسل.
الأوركسترا السيمفونية والأدوات الموسيقية فيها
نشر في: 29 يونيو, 2012: 06:04 م