ترجمة/ عادل العامل يقول شَعر الوجه الكثير من الأمور في ما يتعلق بثقافة المجتمع والعصور التي مرّ بها مثلما يقول عن الرجل الذي يتباهى بشعره، وفقاً لجوانا غيلمور، الأمينة المساعدة لغاليري الصور الوطني في كانبيرا، كما يذكر أنثوني لوك في مقاله هذا.
وهناك معرض في الغاليري يعرض أساليب الرجال في ترتيب شعر وجوههم من عام 1780 حتى عام 2011، مؤشِّراً أربع فترات زمنية من التغيّر الواسع النطاق في موضة الشوارب. وتمثّل صورٌ من عهود مختلفة المدى الذي بلغته اتجاهات شعر الوجه، تحديد إحساس الرجال بالثقافة والأسلوب.ويقول البروفيسور المساعد مايكل ستورما من مدرسة العلوم الاجتماعية والإنسانيات بجامعة مردوخ في بيرث "مثلما تأتي موضات معينة وتمضي ... تتغير معاني اللحى أو العوارض بمرور الزمن وتعتمد على السياق. وكما أن معظم النزعات تتم بصورة دورية.. فإن الأمر نفسه يحدث مع شعر الوجه". ويبدأ هذا المعرض بأواخر القرن الثامن عشر، حين اعتبر الأوروبيون كون المرء حليق الوجه علامةً على الثقافة الرفيعة. وكان ذلك هو الوقت الذي أصبح فيه صقل الرجال أمراً شعبياً بالنسبة لـ"المتمدّنين". لكن في القرن التاسع عشر، عاد شعر الوجه ليكون علامةً على الذكورة القوية. وصار يُنظَر إليه باعتباره مؤشراً للصحة في عصرٍ اتّسم بالتلوث الصناعي المرتفع. فقد كان هناك اعتقاد بأن اللحية والشارب يمنعان الدخان والغبار من الوصول إلى الجلد. وقد أصبحت اللحى الكبيرة نزعة واسعة في منتصف القرن وراح أمثال هنري باركس، المدعو غالباً بـ"أبي الاتحاد"، يتقبلونها باستمتاع. وقد تناقص حجم اللحى مع ظهور الإدراكات الجديدة للصحة وما اعتُقد أنه شيء "مبجَّل" في القرن العشرين، ليؤدي ذلك إلى طراز شعر وجه أصغر حجماً وأكثر تشذيباً، وببساطة، مجرد شارب.وفي القرن الماضي، ظهرت طُرُز متنوعة لشعر الوجه، بما في ذلك اللحية القصيرة المشذَّبة، والشارب الكثّ الذي غالباً ما ارتبط برياضيين أستراليين مثل ميرف هيوز في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.إن تصميم شعر الوجه لدى الرجال هو انعكاس لقيَم العصر، على حد قول جو. "ولا بد أن كثيراً من الرجال الاستراليين [في أواخر القرن التاسع عشر] قد رأوا أنفسهم مستقلين و’عرائيين ‘outdoorsy، وكانت اللحية ترمز لهذا".وعلى كل حال، فليس جميع أساليب ترتيب شعر الوجه يُحتمل أن تحقق عودةً جدية في زمنٍ آخر، "فهناك موضات معينة لا يُحتمل أن نراها مرةً أخرى أبداً. والكثير منها في القرن التاسع عشر. ويحتاج الأمر إلى جرأة كبيرة ليتخذ المرء اليوم بعض تلك الأساليب". عن/Australian Geographic
الشوارب واللحى تعبير عن ثقافة العصر!
نشر في: 29 يونيو, 2012: 07:00 م