علاء حسن في احد الملاهي الليلية الواقعة في شارع العرصات بحي الكرادة، حصل احتكاك بين الرواد كاد يصل إلى مشاجرة بالأيدي ورمي القناني والكراسي، لأسباب تتعلق بدوافع طائفية، وبتدخل المكلفين بحماية امن النادي للحفاظ على أجواء الطرب والفرفشة، استمر المنهاج حتى ساعات الصباح بعد ما تحول "الاحتكاك الطائفي" إلى ممارسة رمي الأوراق المالية من فئة خمسة وعشرين ألف دينار على المطرب وفرقته الموسيقية.
رواد النادي الليلي نقلوا لإعلاميين تفاصيل تلك الليلة، وحملوا المطرب وفرقته مسؤولية "الاحتكاك الطائفي" فبعد أن صرخ عازف الإيقاع تحية خاصة لشباب الكاظمية ثار الآخرون من أهالي الاعظمية، وتكرار التحيات استفز مشاعر ونوازع بعض الحاضرين. وفي لحظات الاستجابة للنوازع الطائفية توترت الأجواء، وتعالت الأصوات ولوح البعض بالتهديد ووسط تبادل الشتائم، اختفت الراقصات، خلف الكواليس لمراقبة المشهد عن بعد، لحين هدوء العاصفة ومواصلة النمرة على إيقاع "هالطير كرخي للرصافة اشجابه".احد المتخصصين بدراسة السلوك لدى الشباب العراقي بعد عام 2003 علق على ما جرى في تلك "الليلة الكشرة" في النادي بأنه يعبر عن انعكاسات وتداعيات خلفتها سنوات العنف والاحتقان الطائفي في نفوس البعض، وهؤلاء، وعلى الرغم من ضعف التزامهم الديني، يندفعون لا شعوريا للدفاع عن قضايا من وجهة نظرهم تكتسب صفة قدسية، حتى داخل الملهى الليلي وبوجود عشرات الراقصات.أين المشكلة؟ يقول المتخصص إن الادعاء بالتخلي عن الاصطفافات الطائفية والمذهبية ، تعلنه بعض القوى السياسية ، من دون النظر إلى ما يفرزه الواقع من مظاهر ما زالت حاضرة، بوجود آلاف الأسر المهجرة قسرا، الخائفة من العودة إلى منازلها المنتشرة في أحياء متفرقة من العاصمة.الغريب في الموضوع أن رواد الملهى الليلي اغلبهم من حمايات المسؤولين، وشخصيات أخرى صاحبة نفوذ، وهذه المعلومة أكدها من تحدث للإعلاميين، ولولا إجراءات منع حمل السلاح لحصلت عواقب وخيمة، وربما مواجهة مسلحة بين عناصر حماية المسؤولين، ستفاقم الأزمة السياسية القائمة في العراق، ووقتذاك لا تنفع الوساطات والمساعي الحميدة.الطرف المستفيد من إثارة الاحتكاك الطائفي الملاهي الليلية المطرب وفرقته الموسيقية وشلة الراقصات، فعندما يصرخ احدهم تحية خاصة لزعيم القائمة الفلانية، يتدافع أنصاره من رواد الملهى لنثر أوراق العملة على الرؤوس، وبصرخة أخرى تشيد بانجازات المسؤول بتحقيق الأمن، ودحر المؤامرة الإقليمية، ترتفع الكؤوس، ويتعالى التصفيق وتنطلق الهلاهل ثم تنثر أوراق العملة مجددا، للتعبير عن مشاعر الفرح بإحباط محاولات المتآمرين، الساعية لتخريب العملية السياسية، وتقويض التجربة الديمقراطية في العراق.في الملاهي الليلية "عجائب وغرائب " هي حصيلة سلوك متخلف، يغذيه الخلاف السياسي وأكاذيب أطراف سياسية، ادعت القضاء على تداعيات الاحتقان الطائفي بين أبناء المجتمع العراقي، في وقت يبدي البعض استغرابه واعتراضه من وصول طير الكرخ إلى الرصافة .
نص ردن: "طائفية" في ملهى ليلي
نشر في: 29 يونيو, 2012: 07:22 م