باسم محمد حبيب على الرغم من أن الأزمة السورية بدأت بانتفاضة مطالبة بحقوق مشروعة ، إلا أن النذر كانت توحي بخطر هائل هو خطر الحرب الأهلية ، ليس بفعل تنوع النسيج السوري وحسب بل وبفعل تغلغل الأجندات الخارجية وتأثيرها في الواقع السوري المضطرب .
لقد شهدت الساحة السورية وعلى مدى الشهور السابقة الكثير من التدخلات التي كان ظاهرها نصرة الشعب السوري والثورة السورية ، لكن اغلبها كان يحمل في الباطن شعارات بعيدة كل البعد عن أهداف الثورة السورية ودوافعها العادلة .فليس لثورة أن تنجح في ظل طوفان الأجندات العابرة للحدود التي تحمل تناقضات بلدانها ومصالحها الخاصة ، كما ليس بإمكان مطالبها العادلة أن تزاحم ما تخلقه تلك الأجندات من التباسات وإشكالات في داخل النسيج السوري .وبدلا من أن تعمل الأطراف الضالعة في الشأن السوري على تقريب وجهات النظر والبحث عن حلول واقعية للازمة السورية ، نحت منحا عاطفيا حمل الكثير من التجاهل لما تحتويه هذه الأزمة من مطبات خطيرة فكان ما كان . وهكذا بدأت أسوأ مخاوفنا بالتحقق ليس بابتعاد الثورة السورية عن اتجاهها الآمن وحسب بل وبانفلات الأوضاع باتجاهات خطيرة ومن ضمنها الحرب الأهلية التي يمكن القول وبأسف بالغ أنها قد بدأت فعلا . إن انفلات الأزمة السورية إلى هذا الوضع الخطير سوف يقلب الطاولة على جميع الأطراف المتورطة في الشأن السوري لا بل وسوف يحملها مسؤولية كبيرة ، إذ لا يمكن لهذه الأطراف أن تتملص من تبعات ما سوف يحصل في سوريا وما ستؤول إليه أحداثها ، وستكون مسؤولة شاءت أم أبت عن أي تطورات قد تخلص إليها هذه الأزمة في المستقبل .إن الحلول الممكنة أخذت تتضاءل شيئا فشيئا فما كان ممكنا في الشهور السابقة لم يعد ممكنا الآن ، وما هو ممكن الآن قد لا يكون ممكنا في الغد ، وعلى الدول أن تسارع إلى حل الأزمة السورية قبل فوات الأوان ، هذا إن لم يفت الأوان بعد
انفلات الأزمة السورية
نشر في: 29 يونيو, 2012: 10:31 م