 السليمانية/المدى تسعى محافظة السليمانية ومديرية اثار المحافظة الى انقاذ مقهى الشعب التراثي من الضياع والهدم، بعدما عزم صاحبه على بيعه وانشاء مركز تجاري على أرضه. وقال مستأجر المقهى عمر شريف "منذ مدة أعلن صاحب مقهى الشعب انه يعتزم هدم المبنى وانشاء مشروع تجاري مكانه، ولهذا قمنا باطلاع الجهات ذات العلاقة بالامر واعلنا اننا لن نخلي المكان بأي حال من الاحوال، ولاسيما ان مقهى الشعب صار رمزاً ثقافيا في مدينة السليمانية وهو مفتوح امام زبائه منذ 60 عاماً".
وعن مساعي ايقاف هدم المقهى، قال شريف ان "مثقفي وفناني السليمانية بدأوا حملة رفض واحتجاج على هدم مقهى الشعب، اضافة الى جهات حكومية عدة ضمت اصواتها الرافضة للموضوع بينها محافظة السليمانية ودائرة الاثار في وزارة الثقافة، وقد تم الاعلان الخميس الماضي عن ان مقهى الشعب لن يهدم وستقوم الحكومة باقتنائه وضمه الى املاك دائرة الاثار".من جانبه، قال المدير العام لثقافة وفنون السليمانية عباس عبد الرزاق "في السابق قامت الحكومة بشراء عدد من المباني الاثرية القديمة والدور التراثية في السليمانية لحمايتها من الاندثار، بينها دار الشاعر احمد هردي، وبيت الفولكلور ومبان اخرى، والان محاولاتنا مستمرة لشراء مقهى السليمانية، بالتعاون مع اثار السليمانية".فيما قال مصدر مسؤول لم يشأ الافصاح عن هويته في مديرية اثار السليمانية ان "محافظ السليمانية بهروز حمه صالح قام بزيارة لدائرة اثار السليمانية، واعلن عن عدم سماحه بأي حال من الاحوال بهدم 100 منزل تراثي ومواقع اثارية في المدينة، وبالاخص مقهى الشعب الذي بات رمزا للمدينة".وشيد مقهى الشعب في السليمانية عام 1950 من قبل وستا شريف الجايجي، ويقع الى جانب السراي في مركز المدينة، وهو مركز لقاءات يومية للفنانين والمثقفين، حتى تحول الى موقع تراثي وبات يمثل هوية بارزة لمدينة السليمانية، ويشهد اسبوعيا عددا من الانشطة الثقافية والفنية.