TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قناديل: فوينتس يمضي إلى المنطقة الأكثر شفافية

قناديل: فوينتس يمضي إلى المنطقة الأكثر شفافية

نشر في: 30 يونيو, 2012: 06:16 م

 لطفية الدليمي ما بين كارلوس فوينتس واستورياس وخوان رولفو كنت امضي ليالي الحرب في الثمانينيات – بين رواية (الهاخاديتو) هذه القطعة النثرية المدهشة لاستورياس شاعر الرواية اللاتينية وبين رواية بيدرو بارامو ورواية (موت ارتيميو كروز) الساحرة لفوينتس التي كنت أعيد قراءتها وفي كل مرة ازداد شغفا بسردها الباهر ولغتها النضرة وبنائها الفني المبتكر ..
كان فوينتس كاتبا شغوفا بالحياة والإنسانية والخيال واللغة - شغوفا بالحب والأسطورة والكتب والكتابة وقد أغنت مصادر شغفه الكثيرة نثره المشرق  ومقالاته ودراساته وتمحور اهتمامه على إعادة  قراءة وتدوين موروث المكسيك الأدبي المبعثر، ليعزز كتاباته التاريخية والسياسية أو تلك المتعلقة بالبحوث الأثنية - لذا يلتقي في نثره المنمق ما هو كلاسيكي  وخطاب محكي  ليلقي  ظلالا متواشجة ونكهة مميزة على أعماله - بدأ فوينتس حياته بممارسة النقد الأدبي فأسس مع (ايمانويل كالابرو) والشاعر (اوكتافيو باث) مجلة (مراجعات الأدب المكسيكي) سنة 1954 واندفع في هذا الجهد النقدي طويلاً، وفسر ذلك الاندفاع لاحقا في مقابلة معه سنة 1980 بقوله (لقد عملت وقاتلت عبر النقد للحدّ من شوفينية الأدب المكسيكي ولأجل أن نفتح نوافذنا على جهات العالم وبخاصة على بلدان أميركا اللاتينية الأخرى).. التقط (كارلوس فوينتس) في رواياته البانورامية -الجوهر المركب لتاريخ بلده وشعبه متعدد الاثنيات وقدمه لقرائه في أنحاء العالم –وهو الكاتب الأكثر قبولاً وحظوة لدى قراء البلاد الناطقة بالاسبانية إضافة الى  ماركيز وفارغاس يوسا وخوليو كورتازار.. ومن أشهر رواياته (المنطقة الأكثر شفافية) و(موت ارتيميو كروز) و( الغرينغو العجوز) التي تدور حول حكاية معقدة لكاتب أميركي (امبروس بريس) يختفي في المكسيك  إبان الثورة المكسيكية وبفضل هذه الرواية حظي فوينتس بمكانة مرموقة   في  الولايات المتحدة وأصبح أول كاتب مكسيكي يحتل اسمه قائمة أعلى المبيعات في أميركا الشمالية.وأسوة بمعظم أبناء جيله من أدباء أميركا اللاتينية - في مزجهم بين الأدب والمواقف السياسية - كان  فوينتس إلى جانب منجزه الروائي والقصصي والمسرحي - رجل مواقف ومشاركا متحمسا وفاعلا في المؤتمرات والمنتديات الدولية حول الوضع الإنساني وتحولات الكوكب الأرضي في ظل العولمة والحراك الاقتصادي ومعضلة البيئة وحقوق الإنسان، تحدث فوينتس في حوارات ولقاءات عديدة أجريت معه عن حياته وعن الأدب اللاتيني والفكر المعاصر ومشهد العالم الراهن في ارتباكه مثلما تحدث عن الكتب والاستحواذ والرغبات الإنسانية فقد كان هذا الساحر المكسيكي رجلا كونيا محنكا ونشيطا بنفس قدر اجتهاده في مجال البحث والإبداع الأدبي ومن أشهر كتبه النقدية كتاب (الأدب الجديد في أميركا اللاتينية) الذي تناول أساليب السرد الجديدة في الأدب اللاتيني ويعده المتابعون بيانا تنظيريا عن عمله الروائي ورؤيته الشخصية  للأدب اللاتيني..قبل رحيله عن 83 عاما في 15 أيار الحالي - وفي لقاء أجراه محرر صحيفة (الباييس)  أبدى فوينتس رأيه في تحولات الأدب المكسيكي الحديث مقارنة بالماضي 🙁 كان الأدب المكسيكي في الماضي يدور حول موضوعة (الهوية) لكننا اليوم - وقد امتلكنا الهوية - عرفنا معنى أن تكون مكسيكيا - روايتي الأخيرة (انييز) تمضى خطوة أخرى للأمام في تركيزها على اكتشاف الاختلافات.. وعندما سأله المحاور عن جائزة نوبل وهو الذي أنجز عشرين رواية: أين  جائزة نوبل؟ رد فوينتس ضاحكا: إنها في جيب غابريل غارسيا ماركيز – الذي تشرف بتسلم  الجائزة نيابة عن جيله من كتاب أميركا اللاتينية، أما أنا فسأترك الجائزة  للجيل الجديد..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram