TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > بصمة الحقيقة :ساعة الصفر من عمّان

بصمة الحقيقة :ساعة الصفر من عمّان

نشر في: 30 يونيو, 2012: 06:30 م

 طه كمر من خلال متابعتنا للكثير من المباريات في المحافل الدولية والمحلية يتجلى بوضوح دور الإعلام الذي يعد الرافد المعنوي الذي يعزز ثقة اللاعبين بأنفسهم ويمنحهم حافزا معنويا كبيرا في تقديم الافضل على المستطيل الاخضر حتى وان كان طرحه سلبيا على لاعبي الفريقين فسيكون له في المحصلة النهائية تأثيرا ايجابيا يسعى من خلاله لاعبو الكرة  تحسين أدائهم وتصحيح مسارهم ونهجهم   ويعد المرآة الحقيقية التي يرى جميع اللاعبين أنفسهم خلالها  في الوقت الذي يكون هناك دور فعال أيضا للجمهور أينما حل وتنقل في أرجاء المعمورة حبا بالفريق الذي يحمل شعاره ما يضفي جمالية على جمال الساحرة المستدرية التي سحرت الملايين من عشاقها بجمال دورانها .
يسوقنا الى هذه المقدمة هو اننا سنشهد لقاءً مهما ومثيرا للغاية اليوم يتجسد بمباراة منتخبنا الوطني أمام مضيفه منتخب الاردن الشقيق على ملعب الاخير في ظروف متشابهة للفريقين ومتقاربة من حيث الاداء والاسلوب والمعطيات ، فهذان الفريقان حتى في الترتيب العالمي يعتبران متقاربين ما يجعل التوقع لنتيجة هذه المباراة صعبا جدا إلا اننا بكل تأكيد سيكون طموحنا وقلوبنا وأنظارنا مشدودة ترنو الى زف بشارة الفوز هناك من ملعب عمان الدولي وهنا سيبدأ دور الإعلام واضحا في تحفيز لاعبينا على تقديم الاداء الذي يجعلنا في المقدمة خصوصا ان العراق الان يزخر بالمهارات الاعلامية الكبيرة التي جسدت دورها الفعال خلال ما تقدم من البطولات التي تخوضها منتخباتنا في جميع أرجاء العالم .فيما يشكل الجمهور الحلقة الأهم في هذه المعادلة من حيث مساندة منتخبنا الوطني في رحلته الجديدة والمهمة والحاسمة التي من شأنها ان تضعنا على مشارف البرازيل لنعيد الى الذاكرة ما فعله اسود الرافدين من قبل والذين يتزعمهم لاعب القرن حسين سعيد وكوكبة الابطال التي تمثلت بعدنان درجال ورعد حمودي واحمد راضي وكريم وخليل علاوي والمرحوم ناطق هاشم وعلي حسين وغيرهم من جيل العمالقة الذهبي عندما رفعوا راية الله أكبر خفاقة في سماء المكسيك وكانت لنا بصمة واضحة ما زالت محفورة في ذاكرة الجميع والتأريخ يذكرها باستمرار ألا وهي الكرة الرائعة التي زرعها لاعب القرن أحمد راضي في شباك الحارس البلجيكي بفاف.فالجمهور هو المساند والداعم الحقيقي للاعبينا بغض النظر عن كل الامور التي قد تعترض المهمة الوطنية  وهو الرقم الأقوى والأصعب وسيكون له دور فعال في خروج منتخبنا فائزا خلال مباراة اليوم وخير دليل على ذلك الفوز الكبير التي تحقق على منتخب الاردن في عقر داره الذي انبرى خلاله اسود الرافدين ليزرعوا ثلاث كرات جميلة في مرمى الحارس الاردني عامر شفيع وجاؤوا بالفوز الغالي الذي جعلهم يتزعمون المجموعة ويردّوا الدين للمنتخب الاردني بعد أن تمكن من الفوز على منتخبنا في ملعب اربيل ولا ننسى دور الجمهور العراقي خلال تلك المباراة كيف وقف طوال التسعين دقيقة مشجعا ومصفقا لاسود الرافدين الذين لم يُخيبوا طنـّه .إلا انّ ما يدهشنا حقا هو ان الجانب الاردني حتى كتابة هذه السطور لم يمنح أية سمة دخول الى اعلامينا وجمهورنا الذي سيحضر المباراة ليؤازر لاعبينا في مهمتهم التي تعد حاسمة كونها ستمنحهم جواز المرور الى شواطئ البرازيل لكن لم يتبق سوى ساعات على ساعة الصفر التي ستعلن بدء تلك المباراة المرتقبة ولم تمنح سمات دخول الاراضي الاردنية لإعلامينا وجمهورنا ، فكيف اذن سيأخذ الاعلام والجمهور العراقي دوره في هذه الموقعة المهمة؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram