إياد الصالحي " كنت أتمنى ان اتحاشى لقاء منتخب بلدي لأسباب عدة ، وتبقى امنيتي ألا تجمعني معه مباراة حساسة"! بهذه الكلمات الصادقة والمشاعر الوجدانية المرهفة بحب العراق وشعبه أبى المدرب القدير عدنان حمد ألا ان يعبّر عن كامل احترامه لمشاعر الملايين من ابناء جلدته لئلا يكون سبباً في حرمانهم من تحقيق حلم التأهل الى البرازيل بعدما جمع القدر منتخب النشامى بالأسود ليفتتحوا مشوار الدور الحاسم اليوم وينطلقوا بآمالهم نحو العرس العالمي الكبير.
اننا اليوم فعلا على موعد مع مباراة حساسة ولكن ليس على مستوى التحدي بين ملاكين تدريبيين احدهما بلغت شهرته القارات الخمس منذ ثمانينيات القرن الماضي والآخر يُعد من افضل مدربي القارة الآسيوية في القرن 21 ، بل على المستوى الشخصي للاعب العراقي والاردني لما تمثله المهمة الوطنية من مسؤولية كبيرة بعدما وضعا بلديهما عند بوابة المونديال التي تفتح كل اربع سنوات للمثابرين فقط وعبر رحلة محفوفة بالصعوبات والمفاجآت وصولاً الى منتهى الطموحات والمعجزات.نترقب اللقاء باطمئنان كبير هذه المرة لاننا خبرنا الأسود تنتفض وقت المحن ، تقتنص الفرصة بذكاء لانها لن تتكرر بسهولة ، فهناك القائد يونس محمود العقل المدبر لاغتيال الحلم الاردني سيكون حاضراً مع المغامرين لانتزاع الفوز المستحق والعودة من عمّان باطمئنان لما تنتظرهم من جولات حاسمة أخرى.نعم .. بالفوز وحده يحيا الاسود ولن تكون هناك بدائل افضل من مواصلة الانتصار ودك شباك المنافسين الأربعة بقوة ثلاثين مليون عراقي لتأكيد جدية ابناء الرافدين في الوصول الى حدود البرازيل والتواجد ضمن الفرق الكبيرة بعد ان نعي الدرس جيداً إذ ان استثمار دقائق المباراة من دون تهور او اخطاء يعجّل من حسمها لصالحنا بعد ان هضمنا خطط الاشقاء وعرفنا خبايا صفوفهم وتحركاتهم في كل مربع ، ولا ننسى ان النزعة الهجومية الضاربة في روحية اللاعب الاردني تمنحه وقوداً تفاؤلياً لا ينفد بامكانية تسجيل الهدف في اية لحظة ، ويجب ان يهيىء لاعبونا ردة الفعل المناسبة لايقاف رغبة الاشقاء في الاستحواذ على الكرة بشكل شبه دائم وتهديد الحارس كاصد الذي نأمل ان يكون يقظاً ولا يسمح للاردنيين بالرقص والفرح على خط مرماه!قد يكون معسكر التحضير شابه التقصير في تأمين بعض مستلزمات المواجهة الاصعب لمنتخبنا في مستهل الدور المصيري إلا اننا نراهن مثل كل مرة على اعتلاء الاسود قمم العناد وقهر الذات لفك عقدة النحس التي لازمتنا منذ عام 1994 حتى الان وينبغي الالتفاف حول مصلحة المنتخب ورمي المشكلات التي اثيرت هنا وهناك خلف ظهورهم لاسيما ان اغلب لاعبينا ذاقوا مرارة الندم بعد انجرارهم وتأثرهم باخبار الاعلام الاصفر الذي يريد ان يستهدف جمعهم واستقرارهم. ويؤسفنا في هذه المناسبة ان نوجه كلمة عتاب لمن تباطأ في تنفيذ توجيه وزير الشباب والرياضة المهندس جاسم محمد جعفر باستعداده لمساندة حملة اعلامية داعمة لمهمة الاسود في التصفيات مؤلفة من رجال الاعلام الكفوئين ممن يعول عليهم لإنجاح هكذا حملات وطنية تسهم في انجاز الاسود حلم التأهل الى المونديال . فالرجل اعلنها صراحة انه الراعي الاول لجهود الاعلام الرياضي وها هي الجولة الاولى من التصفيات تنقضي من دون وجود مساندة حقيقية قرب الاسود باستثناء الزميل محمد ابراهيم الذي حالت انانية البعض وتكاسل اتحاد الكرة بغيابه عن معسكر تركيا ما اضطره للحاق بالوفد الى عمّان براً في الساعات الحرجة لتنفيذ واجبه الموكل اليه الأمر الذي يدفعنا للتساؤل لماذا يشذ اتحاد الكرة – وحده- عن توجيه الاولمبية بعدم اصطحاب الموفد الصحفي الى معسكرات المنتخبات ؟!نأمل النجاح لكتيبة الاسود في اقتناص النقاط الثلاث من النشامى ليواصلوا مسيرتهم من دون خوف او توجس ، فالضربة الاولى للخصم غالباً ما تمنح الثقة والشجاعة على تدمير حواجز المستحيل القادمة من اجل اسعاد الجماهير وسط ظروف لم تعد غير الكرة بلسم جروحهم ومصدر وحدتهم التي يحاول البعض تهديدها كل يوم واغراقها في الازمات والمضاربات!
مصارحة حرة : بالفوز وحده يحيا الأسود
نشر في: 30 يونيو, 2012: 06:31 م