TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن:بلد مغبر

نص ردن:بلد مغبر

نشر في: 30 يونيو, 2012: 06:35 م

 علاء حسن بيانات هيئة الانواء الجوية الرسمية، اكدت ان موسم الصيف سيشهد المزيد من العواصف الترابية، اي ان  حالة "بلد مغبر" ستستمر حتى مطلع العام المقبل ، في ظل اجواء سياسية مضطربة مازالت بانتظار "الفرج "  بدعاء العراقيين وتوسلاتهم بأن تقتنع الاطراف المشاركة في الحكومة بحل موحد لجميع الملفات ، بالعودة الى الحوار والابتعاد عن سياسة الشد والجذب ،   ونبذ لهجة تبادل الاتهامات لان التجربة الديمقراطية في العراق
 اصبحت مصدرا للسخرية من قبل الاطراف المعادية للعملية السياسية ، استنادا الى مقولة لرئيس النظام السابق :" من يريد احتلال العراق سيجد ارضا بلا شعب" ومثل هذا القول اعتمده المخلوعون برياح الربيع العربي مبارك وزين العابدين والرئيس اليمني،  والقذافي ، فبعثوا برسائل قبل الاطاحة بهم الى المجتمع الدولي تتضمن اشارة واضحة لدعمهم للبقاء بمناصبهم لمواجهة المجاميع الارهابية ، لكن رسائلهم بددتها رياح التغيير ، ولم تسعفهم في الحصول على ملاذ آمن باستثناء الرئيس التونسي المقيم حاليا في السعودية.هيئة الانواء الجوية تعتمد وسائلها واجهزتها العلمية المتوفرة لديها في اعلان توقعاتها حول المتغيرات المناخية ، وتصر دائما على  ذكر مفردة توقعات ، لاعتقادها بأن حسابات الطقس تخضع في كثير من الاحيان لعوامل فجائية تتعلق بالضغط الجوي ،  ولا علاقة لها بالاوضاع السياسية ، ودعوات تشكيل   الاقاليم ، والدخول في فراغ دستوري ، في حال سحب الثقة عن اي رئيس حكومة او جمهورية في دول العالم الديمقراطية .سمع العراقيون تصريحات كثيرة اثارت مخاوفهم من تراجع الملف الامني،  وعودة الاحتقان الطائفي على خلفية الحراك لسحب الثقة ، وهناك من نظم تظاهرات للتنديد باعتماد هذا الخيار ، لانه يعبر عن تنفيذ مخطط اقليمي باصابع عراقية يستهدف التجربة الديمقراطية ، و"يكلبها على البطانة" ومن المتوقع ان تشهد مدن الجنوب والوسط المزيد من التظاهرات لدعم من يوصف بأنه الشخص الوحيد القادر على حفظ الامن ، والمدعوم  بقاعدة تأييد شعبية واسعة بامكانها تغيير حتى الظروف  المناخية لجعل العراق خاليا من الغبار خلال موسم الصيف الحالي والقضاء نهائيا على حالة " بلد مغبر" والغاء توقعات هيئة الانواء الجوية ، وتوفير افضل الخدمات وتحقيق احلام المواطنين بالغاء نظام القطع المبرمج للتيار الكهربائي خلال شهر رمضان ، وتوزيع العدس والماش ضمن مفردات البطاقة التموينية ، مع احتمال منح مكرمة "عيدية " بحلول عيد الفطر ، بعد تجاوز الازمة السياسية الراهنة.اثارة مخاوف العراقيين من تدهور الوضع الامني ،  تحمل رسالة خاطئة لتحقيق مكاسب سياسية لصالح طرف معين على حساب اخر ، وتكشف عن اصرار واضح  للتشبث بالسلطة ، وهذا التوجه هو السبب في اندلاع الازمة واستمرارها ، واتساع الخلاف بين الاطراف المشاركة في الحكومة في "بلد مغبر" بحسب توقعات الانواء الجوية  وبياناتها البعيدة جدا عن المؤثرات السياسية ، باختصار الحفاظ على السلم الاهلي مسؤولية الجميع ومن يهدده تنطبق عليه المادة 4 ارهاب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram