محمود النمر في مثل هذا الخميس كانت فاطمة تجلس على هذا الكرسي في هذه القاعة، كانت توزع فيض ودها ومحبتها على الجميع، في مثل هذا الخميس كانت تهدي ديوانها الشعري إلى أصدقائها ومحبيها، في مثل هذا الخميس كانت تفكر بلملمة ما تبقى من فيض قصائدها لتلحقها بديوان شعري آخر، واقترحت أن يكون ضيف ملتقانا لهذا الأسبوع فنانا، وهي محبة للفرح والسلام، في مثل هذا الخميس غادرت مسرعة ربما لأنها قلقة على "رؤى".
الكلمات الحزينة، استهل الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم الحفل التأبيني الذي أقامه ملتقى الخميس الإبداعي على روح الشاعرة فاطمة العراقية التي غادرتنا دون سابق إنذار في الأسبوع الماضي . وقف جميع الحضور دقيقة صمت، حدادا على روح الشاعرة. نزار عبد الإخوة النجل الأكبر للراحلة تحدث عن صلابة هذه المرأة الأم والمناضلة التي ضحت وصبرت وكافحت وأصرت على البقاء ، بعد أن عصفت بها وعائلتها الريح الصفراء البعثية في جمهورية الخوف، ومن بعدها هجرت من محافظتها ديالى تحت ضغط الإرهاب ، كذلك تمكنت من زرع المحبة بين الأصدقاء عندما انتقلت هي وعائلتها إلى بغداد، ومدت جسور الثقة بين محبيها وقال: أود أن أقول إن حضورنا لم يكن لولا فاطمة، وتكريمكم هذا لم يكن لولا فاطمة، ونحن كأبناء لهذه العائلة لم نكن بهذا المستوى لولا عبد الإخوة وفاطمة العراقية التي هي فاطمة علي حمد من محافظة ديالى، تنحدر من عائلة تقدمية، كذلك كان زوجها عبد الإخوة التميمي تقدميا، وعانى ويلات النظام السابق.وأكد نزار عبد الإخوة : لقد خلقت والدتي بيئة جديدة بعلاقاتها الصادقة، وكنت أتمنى أن أتواصل معكم لما سمعته منها عنكم، وعندما أطلقت على نفسها تسمية "فاطمة العراقية" وسألتها عن ذلك فقالت إن فاطمة بنت العراق وأتشرف بذلك.وتابع نجلها متحسرا: في صبيحة السبت الموافق 23 / حزيران / 2012 لم تنهض فاطمة من فراشها، وبعد الإلحاح عليها ومناجاتها لم تتحرك فاطمة، لقد ذهبت إلى الأبدية.
الرحيل عبر شراع الشعر إلى الأبدية
نشر في: 30 يونيو, 2012: 08:19 م