إياد الصالحي لا تأمن لعود ثقاب بيـد طفل .. فقد يحرق بيتك كله! هكذا يجب ان يتنبه الانسان لواقعه اليومي من خلال تحذير بسيط بمعناه، شامل برؤيته عن جميع سلوكيات المحيطين به ، مُنذراً بفداحة الخسائر إن أمعن في التجاهل وأغمض عينيه عن المراقبة ، فالقدر هو الغالب لا محال ، أما الشنائع فهي من صنيعة المتهورين ولن تقف عند سن معينة.
يذهب البعض في تصوره أن الصحافة الرياضية تمتلك من الحصانة المهنية المستمدة من قوة السلطة الرابعة ما تبيح لممثلها محاورة الآخرين باسلوب المحاكمة التعسفية وطرح الاسئلة بعنجهية بوليسية لافتعال أزمة مع نجم كبير بحجم زيكو لعل الصحفي يسرق قليلاً من الأضواء التي تبقى خافتة نتيجة ظلامية فكره وغياب المشورة المخلصة من حوله واستبداده في الرأي وإيغاله السير بخطى منعرجة!وعلى الرغم من الجدل الدائر بشأن مهمة المدرب العالمي زيكو مع منتخبنا الوطني منذ توقيعه العقد المبدئي مع اتحاد العراقي لكرة القدم عبر البريد الالكتروني مطلع آب 2011 واستمرار حضوره الى الوحدات التدريبية في بغداد وأربيل بـ(القطعة) حتى لحظة الغضب التي بدت على محياه أثناء هجومه اللاذع ضد أداء طاقم تحكيم مباراتنا مع منتخب مصر ، فأن زيكو يبقى نجماً كبيراً بحضوره الشخصي وتاريخه اللامع وخبرته في التعامل مع كرة آسيا ، ومن الظلم ان توجه للرجل بعض النعوت السلبية عبر الصحافة تنقل اليه حرفياً وتسبب إحباطاً مؤلماً له ينعكس على تعامله مع اللاعبين وتشعره بالاستفزاز والضيق دائماً.وبما أن الصحافة الرياضية حليف ستراتيجي ضمن خطة التحشيد الوطني لدعم معنويات أسود الرافدين في حرب تصفيات كأس العالم الضروس، فمن مصلحة العراق أن تكون العلاقة بين الصحافة وزيكو أقوى من أية زوبعة يحاول البعض إثارتها من دون ان ينتبه لعواقبها الوخيمة التي قد يدفع ثمنها المنتخب اذا ما بقي (بيليه الأبيض) يواجه النيران من حليفه وليس عدوه!نعم أكثر من مدرب أجنبي شكا سوء إدارة اتحاد الكرة ملف الاحتراف في أموره التنظيمية وعلاقاته مع الملاكات التدريبية ولم يكن آخرهم فييرا المغمور الذي رماه الحظ على ضفة دجلة ليغرف الشهرة والمال في غفلة من الزمن بعدما كان على قارعة الإفلاس - حسب شهادته - وصارت تصريحاته مادة غنية لبعض الكتـّاب في مهاجمة اتحاد الكرة كلما أتى حديثه عن تجربته مع العراق، حتى فييرا هذا لم يجرؤ يوماً في معاداة الصحافة الرياضية بعد ان أسهمت في تلميعه بصورة مبالغة احياناً ، فكيف يصمت البعض اليوم ممن تعنيهم انتقادات زيكو لرجال الصحافة الرياضية بأنهم يعادون منتخب بلادهم ويضعون العصي في طريقه من دون أن يحققوا في أسباب هذا التصريح الخطير مثلما لم يضعنا الموفد الصحفي المرافق للمنتخب في تفاصيله رسمياً بدلا من وروده على ذمة أحد الزملاء ؟!نعم هناك كثير من الملاحظات الفنية التي حرص ثلـّة من الصحفيين الرياضيين المخلصين على ذكرها ليس انتقاصاً من زيكو أو منافسة المحللين المتخصصين، بل بدافع الاستدلال على مكامن ضعف المنتخب وقوة الخصوم ، لكننا بكل تأكيد نرفض رفضاً قاطعاً محاولة تشويه دور الصحافة الرياضية وجعلها في موقف مناوىء من وجهة نظر زيكو ، وهنا لابد ان يتوقف مسؤولوها لفتح تحقيق في الموضوع للحد من تهوّر بعض الزملاء في الاصطدام مع المدرب سواء في المؤتمرات الصحفية أم أثناء محاولة إجراء حوار مباشر معه لأننا لسنا أوصياء على أحد ولا نمتلك الحق في عرض تقارير هدفها التشهير بالمدرب في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك وتويتر) التي قد يتوهم أصحابها أنهم بعيدون عن المساءلة والقضاء و .. السجن.
مصارحة حرة :النيران الصديقة تهدد زيكو
نشر في: 30 يونيو, 2012: 08:51 م