TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: سويـــسرا عراقية

نص ردن: سويـــسرا عراقية

نشر في: 30 يونيو, 2012: 09:02 م

 علاء حسن النائب عن التحالف الكردستاني فرهاد الاتروشي رد على  اتهامات البعض  ضد اقليم كردستان بانها  تنطلق من تصورات واوهام بان العراق "اصبح سويسرا " من محافظة نينوى الى مدينة الفاو ،  واي بلد يشبه  سويسرا،  يعني انه خال من اية مظاهر لعسكرة المدن ، ويتمتع بمستوى عال جدا من الخدمات ، وخال من النفايات ، ودخله مرتفع ، وانقطاع التيار الكهربائي  خرافة لايصدقها ابناء ذلك البلد.
اعداد كبيرة من  العراقيين من ابناء محافظات الجنوب والوسط ممن توفرت لهم فرصة زيارة اقليم كردستان ، اكدوا حقيقة التطور السريع الذي شهدته محافظات الاقليم ، ولمسوا اداء تنفيذيا يختلف جذريا عما يجري في محافظات ذي قار وميسان والبصرة والمثنى والديوانية وبابل  فالحكومات المحلية في هذه المحافظات ، لم تحقق انجازا يذكره المواطنون سوى غلق الشوارع ، وتوفير الحماية الامنية لمنازل المسؤولين المحليين ، وتعطيل  المشاريع المتعلقة بتطوير الخدمات ، فيما ظل الفقر صفة  تعبر عن هوية اغلب السكان .مقارنة مصيبة محافظات الوسط والجنوب ، تبدأ بالفساد الاداري والمالي ، وشكلت المشاريع غير المنجزة ظاهرة  استدعت تدخل الحكومة الاتحادية لملاحقة المقاولين  الذين فشلوا في انجازها وهربوا بالاموال الى بلدان مجاورة . ومن صفحات المصيبة غياب كل المظاهر المدنية ، من دور سينما ومسارح ، واماكن ترفيه ، وانتشار العشوائيات في العديد من المناطق  ، وهذه الصفات  تحملها سويسرا  بالنسخة العراقية ،  وتضاف لها صورة اخرى عندما يتحدث اهالي المحافظات عن مئات الاسر تبحث عن طعامها في النفايات. اين تقع "سويسرا العراقية" سؤال يوجه الى من يتهم  اقليم كردستان ، الذي استطاع وبشهادة من زار دهوك واربيل والسليمانية  بانه حقق توفير الطاقة الكهربائية على مدار اربع وعشرين ساعة ، وموظفو الدوائر هناك  لا يتعاطون الرشوة ، والشرطي يستخدم لهجة مهذبة في التعامل مع اي شخص يخالف القانون ، والمقارنة هنا ضرورية لاكتشاف  سويسرا العراقية على الخريطة ، ويكفي ان تصادفك مئات السيطرات ومراجعة الدوائر الرسمية لتحدد موقعها ، وحينما تراجع صندوق الاسكان او المصرف العقاري  ، او دائرة الاحوال المدنية ، ستترسخ في ذهنك القناعة باننا نعيش في زمن يعود الى ماقبل الاحتلال العثماني ، حينما يستغرق انجاز معاملة الحصول على قرض عدة اشهر، ثم تباشر بتحقيق  حلمك ببناء بيت لاسرتك لتتخلص نهائيا من استعمار الايجار . الشخص المقيم  في "سويسرا العراقية " يحتاج الى عدة سنوات وبوجود المسؤولين الحاليين لتحقيق احلامه ، وهي لا تتعدى توفير الكهرباء في ايام الصيف ،  وتسلم  مفردات البطاقة التموينية بانتظام ، وابتسامة   من موظفي الدوائر الحكومية ، والتخلص نهائيا من زعيق سيارات المسؤولين ذات الدفع الرباعي ، ومراكز صحية ومستشفيات ،  تمنح الرحمة قبل العلاج  للمصابين بالامراض المزمنة ،  واحترام المتقاعدين وتعديل رواتبهم ،  وهذه الاحلام وغيرها عندما تتحقق   ستجعل العراق سويسرا ،  ولكن بعد عدة سنوات ضوئية ، لان  "القيادة الحكيمة" منشغلة بحسم خلافاتها مع خصومها ، ولم تلتفت بعد الى تلبية مطالب المواطنين ، وخصوصا  من يعيش تحت خط الفقر  والمدرج ضمن قائمة المظلومين من ضحايا النظام السابق .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram