عامر القيسيكشف مصدر جامعي عن ان أحد طلبة الدراسات العليا الذي يعمل مستشاراً لرئيس الوزراء نوري المالكي، تم ضبطه متلبساً بالغش، مشيراً إلى أن هناك محاولات حكومية حثيثة، لإغلاق الفضيحة الجديدة. وبحسب المصدر الجامعي الذي تحدث لوكالة (أور)، فإن قضية عادل الشرع الذي ضبط متلبساً بالغش في طريقها إلى الغلق بعد تدخل الوزارة ومكتب رئيس الوزراء،
مشيراً إلى أن هذا الإجراء إذا ما تم يعد استفزازاً وتجاوزاً على الحقوق الطلابية ويثبت أن الوزارة تتعامل بمكيالين ولن تأبه بكل الخروقات التي تحصل من بعض الطلاب.وعادل الشرع طالب دراسات عليا في كلية التربية بالجامعة المستنصرية قسم التاريخ، كان قد تم قبوله استثناءً من شروط القبول بأمر صادر من مكتب رئيس الوزراء.هذا الكلام على ذمة وكالة أور، ولن نتحدث هنا عن الحالة بخصوصيتها، فقد سبقتها حالات كشف من نوع آخر لبرلمانيين أرسلا بديلا عنهما لأداء امتحانات البكالوريا وتم كشفهما بشجاعة مدير المركز الامتحاني!!إذن نحن أمام حالة لا تخشى ولا تأبه لكل ما قيل ويقال عن تزوير الشهادات، وهي الحالة التي تصر مع سبق الترصد على مواصلة مسلسل خداع الناس بالشهادات والوجاهات والجذور التأريخية الشخصية منها والدينية وعلى مواصلة تحدي المجتمع ومؤسساته والقوانين وصولا إلى عدم احترام لا الناخب ولا المؤسسة السياسية التي ينتمي إليها هؤلاء الغشاشون. والمصيبة أن الذين تم كشفهم طوال السنوات الماضية في قضايا الغش والتلاعب بالشهادات العلمية هم في أماكن صناعة القرار، ويتوقف على تلويحة من يدهم إمرار أو إبطال قرارات تهم ملايين الناس، أو يتوقف اتخاذ قرار ما على مشورتهم و"حكمتهم" و"نزاهتم" في تسهيل اتخاذ القرار أو المساهمة الفاعلة في إخراجه إلى الحياة. هذا النمط من البشر يحكم في البلاد ويوجه الخطب الأخلاقية والتربوية من شاشات الفضائيات أو من خلف منابر بيوت الله، ولا نجد تفسيرا منطقيا للسكوت على هذا الخداع الفاضح للملايين وعدم احترام عقولهم، فعندما تسكت البقية أو تتعامل مع الموضوع بهذا البرود أو تبحث عن تبريرات للعفو عن الغشاشين والمزورين فمن المؤكد انهم سيتوالدون كالأرانب والفئران ويملأون بيوتنا ويسممون حياتنا بالجهل والفساد أيضا لأنهم يتعاملون مع كراسي الشهادات المزورة بوصفها فرصة للإثراء السريع قبل مغادرة الكراسي والاستجمام النهائي تحت ساعة "بغ بن" في لندن أو الاسترخاء الصافي الضمير في مقاهي وربما ملاهي باريس والأكثر تواضعا يختار القاهرة أو عمان أو دبي!!بغياب العقاب الصارم والعادل معا وبالحضور القوي لمظلة الأحزاب والنفوذات الكتلوية والطائفية والعشائرية حتى و"بالصمت الرهيب" للأكثرية كما في أغنية لطيبة الذكر نجاة الصغيرة، سنجد انفسنا، ان لم تكن هي كذلك، وسط مجموعة من الجهلة والمزورين تتحكم بمصائرنا وتفرض إرادتها على العقول المتنورة وأصحاب الشهادات العلمية الحقيقية، وتصبح الشهادة المزورة وصاحبها معا جزءا من المشهد السياسي الحالي!!"خوما أكو شي.. سالمين"!!
كتابة على الحيطان: الغشاشون علناً!!
نشر في: 30 يونيو, 2012: 09:07 م