TOP

جريدة المدى > سينما > القتل باستعمال سمّ السيانايد

القتل باستعمال سمّ السيانايد

نشر في: 1 يوليو, 2012: 06:42 م

بغداد/المدىوالتسمم بالسيانايد إما أن يحدث بكيفية عارضة، وبخاصة تناول مادة الأميجدالين التي كانت تباع في خمسينيات القرن الماضي كعلاج بديل لمرضى السرطان، والتي تستخلص من بذور المشمش أو البرقوق، وقد ثبت علمياً عدم جدواها علاجياً، فضلاً عن كونها سامة. كما يقع أيضاً في الحوادث الصناعية؛
كالكارثة الشهيرة التي وقعت في مدينة (بوبال) الهندية في منتصف ليلة 3 ديسمبر 1984 واعتبرت من أسوأ الكوارث الصناعية في التاريخ، عندما حصل انفجار في مصنع المبيدات التابع لشركة يونيون كاربايد، ما أدى إلى انطلاق غاز (ميثايل أيسووسيانات) وتعرض أكثر من نصف مليون نسمة لهذا الغاز ولمركّبات كيميائية سامة أخرى، وتوفي على الفور أكثر من ثلاثة آلاف شخص حسب البيانات الحكومية، وتشير تقديرات أخرى إلى موت ثمانية إلى عشرة آلاف خلال الأيام الثلاثة الأولى، ونحو 25 ألف ماتوا في السنوات اللاحقة من أمراض متعلقة بالتعرض للغاز السام. ويُقدّر عدد الذين أصيبوا بأضرار متفاوتة لا تصل إلى الموت بين 150 إلى 600 ألف مصاب.كما يُعزى موت بعض ضحايا حرائق المنازل إلى استنشاق غاز السيانايد السام المنبعث عن احتراق المواد الصناعية مثل اللدائن والبلاستيك وغيرهما، وذلك ضمن غازات الحريق الأخرى مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون.واستخدمت مركبات السيانايد؛ سواء عن طريق الفم أم بالاستنشاق في الانتحار وبخاصة الذين تتوافر لديهم هذه المواد بسبب مهنهم مثل صياغة الذهب والفضة، حيث تستخدم هذه المركبات في عمليات الاستخلاص والتذويب.كما حدثت جرائم قتل واغتيالات عن طريق دس سم السيانايد للضحايا في مواد غذائية أو في أنواع من الأدوية. ففي عام 1982م قتل سبعة أشخاص عندما تناولوا كبسولات (تايلينول) المسكنة للألم، وتبيّن لاحقاً أن شخصاً كان يشتري زجاجات الدواء ويفتح الكبسولات التي بها ويضع مركب السيانايد فيها ثم يعود ويضعها على رفّ المتجر مع سائر الزجاجات. وأدت هذه الواقعة إلى سحب ذلك الدواء من الأسواق وتحذير الأهالي عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ما أدى إلى انتشار حالة من الرعب والهلع.وقد وظف مؤلفو الروايات البوليسية سم السيانايد في قصص الاغتيالات والقتل، واستخدموا خيالهم في اختراع وسائل مبتكرة مثل دس السيانايد في معجون الأسنان ليلقى المقصود حتفه بمجرد أن يقوم بغسل أسنانه بالفرشاة والمعجون المسمم!  ويؤدي استنشاق جرعة كبيرة من سم السيانايد إلى غيبوبة عميقة وتشنجات عضلية وتوقف التنفس وتوقف القلب والموت خلال دقائق. أما في حالة التعرض لجرعات أقل؛ فيسبق مرحلة فقدان الوعي ضعف عام ودوار وصداع وتشوش في التفكير وصعوبة في التنفس، وبمجرد أن يفقد الضحية وعيه تبدأ حالته في التدهور سريعاً إلى غيبوبة عميقة واحتقان رئوي شديد ثم يتوقف القلب في نهاية المطاف.وقد يموت الإنسان من جرعات قليلة من السم لا تزيد على 5,1 ملجم لكل كيلوجرام من وزن الجسم. ونتيجة لاتحاد السيانايد مع هيموجلوبين الدم يغلب على جلد الضحية اللون الوردي. ولا يجب أن يعوّل على ذلك في تأكيد سبب الوفاة، بل يمكن فقط أن يتخذ مؤشراً يضاف إلى الملابسات. أما التأكد من حدوث التسمم بالسيانايد، سواء في حالة الضحايا الأحياء أو الموتى، فلا يصح إلاّ من خلال تحليل عينة من دمهم معملياً وتعيين معدّل تركيز المادة السامة. ويقال أن النازيين استخدموا غاز سيانايد الهيدروجين في غرف الإعدام الجماعي إبان الهولوكوست. كما استخدم في تنفيذ أحكام الإعدام في بعض ولايات الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقيّد المحكوم عليه بالإعدام على كرسي مجهز في غرفة خاصة ويوضع قرص من سيانايد البوتاسيوم في إناء به حمض الكبريتيك المركز مثبت أسفل الكرسي في الغرفة التي تكون مصمتة غير منفذة للهواء، فيحدث التفاعل الكيميائي ويتصاعد غاز سيانايد الهيدروجين ليؤدي إلى موت المحكوم عليه بالإعدام.وقد احتوت ترسانات الأسلحة الكيميائية في كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي على مركبات السيانايد خلال الحقبة بين 1950 - 1960 ، وعلى الرغم من عدم وجود براهين على استخدام هذا الغاز السام في أي من الحروب المعروفة إلاّ أنه يُعتقد أن النظام العراقي استخدمه ضد الكرد المحتجين في حلبجة عام 1980م.ومن أهم حالات الانتحار بالسيانايد؛ انتحار إيفا براون زوجة أدولف هتلر عام 1945م، ويقال أن أدولف هتلر تناول السيانايد قبيل توجيه طلقة من مسدسه إلى رأسه لينهي حياته، ويقال كذلك أن عدداً من أعوان هتلر وأهمهم هيملر وبورمان لجأوا إلى الوسيلة نفسها لإنهاء حياتهم.وفي الولايات المتحدة انتحر أكثر من 900 شخص من أتباع إحدى الحركات الدينية جماعياً عام 1978م عن طريق تناول مشروب ممزوج بسم السيانايد. ويقوم أعضاء حركة نمور التاميل في سريلانكا بتخبئة كبسولات زجاجية صغيرة تحتوي على السيانايد مخيوطة في ياقات قمصانهم، وبمجرد وقوعهم في أسر القوات الحكومية يعمدون إلى الانتحار عن طريق عضّ تلك الكبسولات وتجرع السائل السام الذي تحتويه.وعلى الرغم من تميز سموم السيانايد برائحة اللوز المر أو لوز المشمش، إلاّ أنها لا تظهر في جميع الأحيان، ولا يستطيع أن يشمها كل البشر، حيث يفتقد البعض المقدرة على تمييز تلك الرائحة، فيزيد احتمال ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram