عباس الغالبيتعددت الاسباب والموت واحد ، هكذا يبدو المشهد الحالي لجدلية انشاء ميناء الفاو الكبير في آتون قضية الجدل والخلاف المحتدم حيال اقدام الشقيقة الكويت على استكمال مراحل بناء ميناء مبارك وبخطى متسارعة ومدروسة وموحدة على عكس المشهد العراقي الذي تعددت فيه الرؤى والخطط والاعلانات المتواترة ،
بين الاستثمار المحلي والاستثمار الاجنبي واعطاء الحكومة المحلية في مدينة البصرة صلاحيات في عرض المشروع للاستثمار ، وبين التخصيصات المالية في الموازنة العامة للدولة والتخصيصات التي تحدد خارج الموازنات السنوية والتي عادة ما تخصص للمشاريع الإستراتيجية الكبرى ، ويطول الجدل والتصريحات والمقترحات ، والميناء مازال يرنو لمن يسبر أغواره ويجعله واقعا عمليا وملموسا .ومنذ شهور خلت احتدم الجدل بشأن التأخير غير المبرر من الحكومات المتعاقبة بعد عام 2003 ، خاصة بعد ان اعلن الكويت عزمه انشاء ميناء مبارك قبالة المنطقة المخصصة لميناء الفاو ، وما رافق ذلك من آراء فنية وسياسية واقتصادية متضاربة ، وما أعقبها من تقاطع حتى في الموقف الحكومي بين وزارتي الخارجية والنقل العراقيتين والذي أفضى الى تشكيل وفد سياسي وآخر فني زارا الكويت ، ولم تعرف نتائج زيارة الوفد الفني لحد اللحظة ولم يطلع الرأي العام على حيثيات وتفاصيل موضوع غاية في الاهمية يتعلق بمسارات كبيرة للاقتصاد العراقي تتعلق بحركة التبادل التجاري وانسيابية الملاحة من خلال هذين الميناءين العراقي والكويتي على حد سواء .وإزاء ذلك نرى ان الاجراءات الحكومية بهذا الصدد بطيئة للغاية، وتسير سير السلحفاة ، ولم تواز اهمية وحجم المشروع ، وحتى ان البرلمان لم يول اهمية لهذا الموضوع وبدا أشبه بالمراقب لدور السلطة التنفيذية ، وان كانت المسؤولية تقع على عاتقها في مثل هذه الخلافات ، إلا ان الدور الرقابي لمجلس النواب يحتم عليه التدخل في حال عجزت الحكومة عن تأدية مهامها لاي سبب كان انطلاقاً من دوره الرقابي على اداء السلطة التنفيذية ، وعلى الرغم من طلبه الاطلاع على نتائج زيارة الوفد الفني الى الكويت ، إلا ان التعامل مع حيثيات الموضوع مازال مبهماً على الرأي العام ، حيث اكتفى بالتصريحات والبيانات المقتضبة حيال هذا الموضوع المهم.ويبقى ان نقول ان الخلافات التي تجري خلف الكواليس والتي لا تخرج عن اطار كونها سياسية بحتة، هي ليست في مصلحة الاقتصاد العراقي في وقت ان الحاجة ملحة لتنشيط التبادل التجاري بين العراق وبلدان العالم الاخرى من جهة ، وجعل العراق حلقة وصل بين بلدان العالم المختلفة انسجاماً مع موقعه الاستراتيجي فضلاً عن تطلعه لان يكون اللاعب الاساسي في تدفق البضائع والسلع وخلق مناطق للتجارة الحرة والتي تتطلب موانئ كبيرة وذات مواصفات ومعايير عالمية راقية .
اقتصاديات: صراع ميناء الفاو الكبير
نشر في: 1 يوليو, 2012: 07:03 م