علاء حسن المتابع لنشرات اخبار بعض الفضائيات يكتشف وخصوصا لمن تعرف على اماكن مقراتها بانها تعتمد في معظم تقاريرها المتعلقة بردود افعال المواطنين على تداعيات الازمة السياسية تصويرها حارس المبنى ، والحدقجي ، وشقيق مدير الاخبار وابن عمه ، وتمنحهم فرصة الحديث وتوجيه الاتهامات لاحد القادة السياسيين بانه يسعى الى كرسي السلطة باساليب تآمرية ،
وطرق ملتوية ، لابعاد من حاز على اصوات ملايين الناخبين من منصبه ، واثناء الحديث يعرض التقرير لصور سياسيين لغرض توضيح الفارق بين من يجلس على الكرسي بارادة شعبية ، واخر لم يجد غير "الجاون " مكانا لطرح تمنياته ."الجاون " ياسادة ياكرام كان يستخدم في "هبش الشلب " وصنع "المدكوكة " من التمر الزهدي والسمسم ، وله اغراض اخرى ، يعرفها ابناء الجيل السابق ، وفي بعض الاحيان يستخدم كرسيا لجلوس الضيف الافندي بعد تغطيته بقطعة قماش او مخدة من الصوف ، او فروة خروف ، الجاون الخشبي كغيره من الادوات المنزلية المستخدمة في الريف ، غادر الحياة منذ سنوات طويلة فانقذ النساء من بذل جهد عضلي اثناء عملية "الهبش " بواسطة الميجنا ، وهي عمود خشبي بطول اكثر من متر وفي نهايته قطعة خشبية صغيرة لكنها ثقيلة للحصول على افضل "هبش " ليس له علاقة بما تقوم به تلك الفضائيات من "هبش" في الهواء ، الغرض منه توجيه الشتائم لخصوم صاحب الفضائية زعيم الحزب الفلاني .بين اوساط لاعبي كرة القدم في الملاعب الشعبية يقال عن الشخص الفاشل في اجادة اللعب الصحيح بانه" يهبش " اي لايعرف اصول اللعبة وقواعدها وقانونها ، ويستحق الكارت الاحمر من الحكم ليخرج من الملعب ، حفاظا على الاخرين من لعبه الخشن ، وفي السياسة توجد لعبة من نوع اخر ، يتداولها بعض المحللين من اصحاب الصوت الصاخب ، وغالبا ما نسمع منهم ان الزعيم السياسي رئيس هذه القائمة او ذلك الائتلاف لا يجيد اللعبة السياسية ، اي يهبش من دون مراقبة من حكم الساحة او مراقبي الخط ، وحينما يجلس على كرسي السلطة ، وينظر الى خصمه ابو "الجاون " يأمر العاملين بفضائيته ببث المزيد من التقارير، تتناول ردود افعال المواطنين حول العديد من القضايا ، ومن اهمها التركيز على فشل الاخرين في الحصول على تأييد شعبي لتطلعاتهم في الحصول على الكرسي ، لانهم لا يجيدون غير "التهبش" في اللعبة السياسية . فضائية صاحب الكرسي تجاهلت اعداد برامج حول الادوات المنزلية المنقرضة مثل الجاون و"الرحة" لانها تقوم بمهمة الهبش والطحن على مدار الساعة ، بدفاعها المستميت عن الحق الدستوري لصاحبها ، ودعمه بارادة شعبية واسعة ، وتصر على بث اخبار المسؤولين ونشاطاتهم الوهمية في مجال تقديم ارقى الخدمات ، واحيانا تنتقل الى بث مباشر لنقل زيارة احد كبار المسؤولين لمجلس عزاء ، مصطحبا معه خمسين خروفا ومئات من عناصر قوة مسلحة كبيرة مزودة باجهزة ومعدات ترعب من يراها ، لتوفر الظروف الامنية لمدة خمس دقائق فقط لقراءة سورة الفاتحة ثم العودة بموكب مهيب الى مقره ليجلس على الكرسي ، فيما يبقى "ابو الجاون" منتظرا اربع سنوات او اقل لخوض الانتخابات التشريعية ويحقق حلمه التعيس بالوصول الى الكرسي بحسب ماورد في تقرير مراسل الفضائية .
نص ردن: "جاون" المنصب
نشر في: 1 يوليو, 2012: 07:11 م