TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > بهاءطاهر:الرقابةالجماهيرية أخطر من الحكوميةورئيس من الإخوان المسلمين نتيجةمخيفة

بهاءطاهر:الرقابةالجماهيرية أخطر من الحكوميةورئيس من الإخوان المسلمين نتيجةمخيفة

نشر في: 1 يوليو, 2012: 07:25 م

عواد ناصرالانتخابات المصرية مثل انتخاباتنا العراقية، مع فارق وجود الاحتلال الأجنبي المباشر، لكن "الاحتلال الداخلي في مصر ليس أقل خطورة من الأجنبي، إذ "رسمت" الانتخابات "صيغة" مسبقة تحت حكم ما يسمى بـ "المجلس العسكري" وهو مجموعة من ضباط مسلكيين برئاسة مشير من أقرب مساعدي حسني مبارك وساعده العسكري الأيمن،
المشير محمد حسين طنطاوي، وبذا يكون الوضع السياسي المصري هشاً بعد أن أشعل الشبان الثورة وأطفأ الشيوخ وهجها، فالمرشحون للرئاسة تتراوح أعمارهم بين الخمسين والسبعين عاماً، لكن للمثقفين المصريين كلاماً آخر، عندما يكون المثقف مواطناً يمتلك حقه الكامل في التدخل الشخصي، المشروع، في ما يجري، بصفته الثقافية والأدبية، بينما الوطن على وشك الهاوية وتتجاذبه قوى سياسية نافذة، حزبية، أو فردية، للإبقاء على الحال كما هو، وكأن الثورة الشبابية ألقت الكثير من الأحجار في المستنقع، بينما لم يزل المستنقع كما هو، وإن اهتزت أعماقه واضطربت مياهه لحين.الكاتب والمترجم والمخرج المسرحي المصري بهاء طاهر لعب دورا كبيرا في إسقاط نظام حسني مبارك، قال في حوار معه بشأن المشهد المصري، انطلاقاً من تجربته الروائية: "إنَّ كلَّ ثورة في التاريخ كان لديها مدّها وجزرها وهكذا هي الحال أيضا في مصر. نحن ما نزال في خضم الثورة ولذلك يجب علينا أَلاَّ نحكم عليها دائما. وإلاَّ فإنَّنا سنعاني معاناة مروعة مع كلِّ نكسة وسنتفاءل ونفرح كالمجانين لكلِّ نجاح - وهذا ما يحدث معي على أية حال".. ثم أضاف: "كنت سعيدا للغاية عندما اندلعت الثورة وقد عشت في هذه الأسابيع الكثير من الفرح والسرور الذي يكفي لعشرة أعمار. وأنا في الحقيقة لا أبالغ هنا. ومن ثم بدأت المشكلات، وذلك لأنَّ الثورة ينقصها التطبيق" ورداً على سؤال: هل يعود ذلك إلى عدم وجود قائد؟ أجاب: "لقد كان هذا من ناحية إيجابيا، فهو بالذات ما بعد حداثي. ولكن مع ذلك لقد قفز الكثيرون فوق قطار الثورة وصاروا يحاولون تولي القيادة - من الإسلاميين والجيش والفوضويين. ولكن لحسن الحظّ إنَّ ثوَّار الساعة الأولى ما يزالوا موجودين. وحينما يحاول شخص ما سرقة ثورتهم، فإنَّهم يدافعون عنها حتى وإن كان ذلك يكلِّفهم دماءهم".وحول التدخل الغربي في شؤون مصر والمسلمين، يوضح طاهر: "إنَّهم يتدخَّلون في كلِّ ثورة حدثت لدينا حتى الآن ويخرِّبون كلَّ شيء. وعندما انطلقت الثورة الحالية وقفت أمريكا وأوروبا في البداية مع حسني مبارك. ولكن عندما أصبح من الواضح أنَّه لا يمكن إيقاف هذه الثورة، تلقينا فجأة الدعم من الغرب. فيا ترى ما هو موقف الغرب الحقيقي؟ وأين تكمن مصلحته؟ أنا لا أستطيع من جانبي الإجابة عن ذلك". وعلى سؤال يتعلق بالتناقض بين لإسلام والديمقراطية يجيب طاهر: "هذا هراء سخيف، حيث تظهر تركيا وماليزيا عكس ذلك. وربما يتعيَّن علينا جميعنا أن نصبح بوذيين، فمن الممكن أن يكون ذلك أسهل بكثير.آثرت نقل هذا الحوار المهم إلى قراء (المدى) للاطلاع على تجربة عربية معقدة، كالتجربة المصرية، من أجل الفائدة عن الموقع الألماني (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) والذي أجرته معه كارين كروغر، ترجمة رائد الباش ومراجعة: هشام العدم. هل غيَّرت الثورة عمل الكتَّاب؟-طاهر: أنت تعلمين أنَّني عاصرت ثلاثة أنظمة كانت تمارس الرقابة، وكان كلّ واحد منها أسوأ من الآخر. وفي عهد الملك فاروق كان يتم حذف الأشياء التي لا تعجب الرقابة، وكان من الممكن أن يكون الجزء المحذوف جملة وكذلك أيضا صفحة كاملة. وفي عهد السادات كانت القاعدة المتَّبعة أنَّ بوسع المرء نشر أي شيء ولكن يجب عليه تحمّل العواقب - أي أن يتم وضعه في السجن أو أن لا يدفع له أجر عمله مما كان يعني أنَّه سيضطر عاجلاً أم آجلاً إلى التخلي عن عمله.وعن الرقابة وأشكالها وتأثرها على عمل الكاتب يقول: "شهدت أخبث وأعتى شكل من أشكال الرقابة، أي رقابة الجماهير التي ما تزال موجودة حتى يومنا هذا. وكانت تعليمات حسني مبارك تقول دعهم يقولون ما يريدون؛ ولكن عندما كان المرء يتدخَّل في السياسة كان من الممكن أن يكلِّفه ذلك حياته ضمن ظروف معيَّنة. وبالتالي يمارس المرء رقابة ذاتية على نفسه ويتحتَّم عليه أن يقرِّر إلى أي مدى يمكنه البعد، وهذا هو الأسوأ. ولنتذكَّر نجيب محفوظ الذي هاجمه إسلامي بسكين في عام 1994. من الممكن أن يتعرَّض المرء للسجن وأن لا يحصل كذلك على أي أجر مقابل عمله. ولكن رقابة الجماهير من الممكن أن تكون قاتلة. هي معركة ولهذا السبب فأنا أدعم حمدين صباحي لأنَّه يدافع عن قيم المجتمع المدني. ما الذي لم يعد بإمكانك كتابته حالياً؟-طاهر: أنا أكتب كلَّ شيء، ولا أخضع، بل أفضِّل الموت على الخضوع. ولكنني أعلم أنَّ بعض الكتَّاب يدركون كثيرا جدا حجم هذا الخطر، وهم يتلقّون رسائل تهديد. وهذا يؤثِّر على عملهم، وهكذا فهم يتغيَّرون. كيف يتغيَّرون؟-يصبحون متديِّنين، وعلى الأقل يتظاهرون فجأة بذلك. برأيك هل هناك كتب كانت مهمة لقيام الثورة؟-في هذا السياق يعتبر بعض الكتَّاب أهم من الكتب. إذ إنَّ شباب ميدان التحرير يؤمنون بكتَّاب وشعراء معيَّنين. وبالنسبة للثوَّار يعدّ هؤلاء الكتَّ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram