علاء حسن رياح الربيع العربي اطاحت باكثر من رئيس عربي ، استحق وصف المخلوع، وهناك من سينضم الى "منتدى المخلوعين" عاجلا ام اجلا ، فاصحاب نظرية الحزب الحاكم ، والقائد الضرورة ومنقذ الامة ، ادركوا بان حركة الاحتجاجات الشعبية في المنطقة ،ستطال الجميع بلا استثناء ، ولا خيار لمواجهتها الا باصلاحات حقيقية ، والتوجه نحو الديمقراطية و اعتماد مبدأ التداول السلمي عبر صناديق الاقتراع .
بعض الساسة العراقيين يؤكدون ان الربيع العربي انطلق من بغداد ، لان التجربة الديمقراطية بعد العام 2003 ، حفزت شعوب المنطقة للتعبيرعن ارادتها بالتظاهرات والاحتجاجات المستمرة في ميدان التحرير ولم تسعف "بعران مبارك " الرئيس المصري المخلوع بان يحتفظ بمنصبه ، واصحاب نظرية انطلاق الربيع من العاصمة العراقية الى منامة البحرين وغيرها من العواصم العربية باستثناء دمشق ، تراجعوا عن مواقفهم بالدفاع عن الديمقراطية ، عندما واجهوا خيار سحب الثقة عن الحكومة ،باساليب مستعارة من ممارسات "المخلوعين"، بعضهم حشد قاعدته الشعبية لقطع الطريق المؤدي الى اقليم كردستان ، واخر ربما سيتوجه الى البادية للحصول على المزيد من البعران لاعادة "موقعة الجمل " للدفاع عن الدستور، واحباط محاولات افشال العملية السياسية ، واعادة البلاد للمربع الاول . توحي الاوضاع السائدة في المنطقة، وفي ضوء ما تفرزه من مستجدات واحداث وتدخلات اقليمية ودولية بان قادة الانظمة سيواجهون مصيرهم بين "مسحوب ومخلوع " والشاطر فيهم من استطاع الافادة من تجارب زملائه السابقين ،وانقذ نفسه وبلده واسرته وما يمتلك من اموال من الضياع ، وحجز مكانا آمنا في اية بقعة في العالم ليتفرغ لكتابة مذكراته ، وتجربته في الحكم ومنجزه التاريخي في تحقيق رفاهية شعبه ، وضبط الامن ، والقضاء على المجاميع الارهابية .قبل ايام وفي حي العامل بجانب الكرخ من العاصمة تظاهر العشرات من المؤيدين لخيار سحب الثقة ،سرعان ما تفرقوا عندما هددهم مسؤول امني بالاعتقال ، واحتجازهم في مكان" يقع خلف الشمس " على حد تعبيره ، والتهديد لم يمر بسلام، فتحول الى سجال بين اهالي الحي حسم بتعهد من اسرة "الضابط "بالزامه باحترام حق التظاهر والتعبير عن الرأي بالطرق السلمية .التغير المفاجئ في موقف الضابط جاء على خلفية نصيحة من والدته بان يوازن بين الاحتفاظ بمنصبه والتعامل مع المحتجين والمتظاهرين باسلوب خال من التهديد ، وبحكمة السيدة التي خاطبت ابنها بما معناه ان لا احد من كبار المسؤولين يبقى محتفظا بمنصبه ، لخصت فهمها للديمقراطية ومبدأ التداول السلمي للسلطة، واعطت درسا بليغا لابنها اولا ، ثم للاخرين بان المتمسك والمتشبث بالسلطة سيكون مصيره مخلوعا او مسحوبا ، وعلى المقربين من افراد الحاشية ادراك هذه الحقيقة ، لان البلاط بامكانه استيعاب المزيد من المستشارين ، المكلفين بالدفاع عن صاحب العرش وراعي الديمقراطية من السحب او الخلع بخيار "موقعة الجمل" بنسخة عراقية .
نص ردن: مسحوب أم مخلوع
نشر في: 2 يوليو, 2012: 06:43 م