متابعة / المدى الثقافي إنه لشيء مفرح أن أدعى من قبل وزارة الثقافة ، لنتكلم عن السينما وشيء من بعض الذاكرة، لان الذاكرة من ناحية الزمن، عميقة وبعيدة في كثير مما تحمل من صور بليغة ومؤثرة وفاعلة ،والدليل على ذلك أننا نحترمها ونذكرها وتداعب ضميرنا بين فترة وأخرى ،وهي سبيل لإقناعنا وتهدئة آلامنا .
بهذه الكلمات بدأ المخرج محمد شكري جميل حديثه في ملتقى الحوار الثقافي في وزارة الثقافة، الذي انصب حديثه عن – ذاكرة السينما العراقية –، أدار الجلسة الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم قائلا: هل استطاعت السينما العراقية - من خلال العديد من الأفلام التي أنتجتها قبل عام 2003، والتي قاربت على أكثر من مئة فيلم - أن تؤسس لذاكرة سينمائية عراقية تؤثر في الوعي والذاكرة الجمعية للمشاهد العراقي ،وهل استطاعت الأفلام التي انتجت بعد عام 2003 أن تنهض بهذه المهمة ،وان لم يكن الأمر كذلك ، فما هي الأسباب؟ وما هي السبل التي تنهض بالسينما العراقية؟، نحن اليوم في ملتقى الحوار الثقافي، نضيّف احد كبار السينما العراقية ألا وهو المخرج محمد شكري جميل الذي يقول عنه الآخرون انه من خلال الأفلام التي أخرجها يشكل ذاكرة سينمائية قائمة بذاتها . وقال محمد شكري جميل : سأقول لكم من منكم خرج من فيلم سينمائي متأثراً به من كل النواحي السيكولوجية والسيسولوجية، وإذا أعجب بالممثل – كاري كوبر – أو الممثلة – لانا بيرنر – في فيلم الفرسان الثلاث، فانه لم يتذكر كيف كان يمتطي كاري كوبر حصانه؟ – او جون وين – عندما يولع سيجارته، ونحن في سينما غازي ننظر إلى تلك اللقطات ، وبعد أن ينتهي الفيلم، نخرج على أنغام الموسيقى في ذلك الصيف الحار، في تلك الجنينة التي تقع فيها سينما غازي الصيفي، إنها ذلك السحر الرهيب ألا وهي السينما ، اذا تسألونني عن السينما بعد تجربة أكثر من نصف قرن ، أقول لكم بجملة مختصرة ، إني أرى من اجل ان ارى بالروح والعقل معا ، لقد مررت بكثير من التجارب ،سواء كانت شفوية أم عملية ، نحن بارعون في التنظير وفي الكلام الشفوي، ولكن كان ينقصنا الكثير من التطبيق العملي ، إني اتذكر بعض المدارس التي كانت ترعاها المانيا في العراق منذ القدم وفي زمن الملك غازي ، فكان يعلق عليها والدي عندما كان آمراً للحرس الملكي في تلك الفترة: "الامة التي لا تصنع ولاتلبس مما تصنع تبقى متخلفة"، فنحن عمليا يجب أن نرعى الصناع المهرة، لأنهم هم القاعدة التي تسند تطور الأمة .وأكمل حديثه: أحببت الفيلم الوثائقي وأنا شاب صغير ، وقد كنت أحمل الكاميرا وراء مخرجين كبار منهم – بيتر هوب تسنن – . السينما لا تخلقها الطبقة الكادحة ، السينما يصنعها البرجوازيون الاغنياء ، يصنعها تجار توزيع الأفلام ،التجارة بالدرجة الأولى ، هؤلاء هم الذين يقدمون المدنية، ولنكن موضوعيين وعمليين وحتى نكون كذلك يجب أن نرتقي بالسينما ، أما إذا نبني قصوراً في الخيال فإنه لم تكن هناك سينما عراقية حتى بعد أجداد أجدادنا.
محمد شكري جميل وذاكرة السينما العراقية
نشر في: 2 يوليو, 2012: 06:56 م