 بغداد/ فرات إبراهيم "بيت الما بيه جنه جنه".. "روح ابتعد عني مخطوبة" ... "عذاب الكية ولا عشك البنية" وآخرها شمل الدفاع عن سيارة السايبا، فكتب احدهم" "هاي مو سايبه هاي بت عشاير"، وغيرها من الجمل الكثيرة التي تتابعها عيوننا مكتوبة على  حافلات وسيارات أجرة، وحتى الستوته التي دخلت أخيراً على الخط.
 تثير هذه العبارات الكثير من الآراء التي يجد البعض فيها حرية شخصية، بينما يرى القانون وأساتذة جامعات أنها مخالفة للقانون، وان كانت موضة تجتاح الشارع وتعبر تعبيرا صادقا عن شخصية السائق ذاته، عبر تلك الجمل.. في تحقيقنا هذا حاورنا الجميع من سواق ومواطنين ورجال مرور وكلٌّ كان له رأي في هذا الموضوع. الكتابة على السياراتالعشرات من سائقي السيارات وخاصة أصحاب الحديثة منها يتهافتون كل يوم على محال زينة السيارات والخطاطين بهدف خط فكرة أو جملة خطرت في بال احدهم،  لأنها وكما يقول البعض تثير الانتباه حوله بينما آخرون لا يعيرون الانتباه شيئاً بقدر تعلق الأمر بإيجاد تسلية لنمط معيشتهم الخانقة. يقول احمد شاطي انه سائق تكسي منذ مدة طويلة، وقد ركب كل أنواع السيارات من القديم والحديث، وانه لم ينجر إلى تلك الكتابات وخاصة المعيبة منها، ويذكر بان الذي يحترم بيته وعائلته لا يكتب بعض العبارات التي نقرأها وتثير الاشمئزاز، وعلى العكس من احمد نجد طارق الذي يجد متعة كبيرة في تلك الكتابات فيقول:  إنها شيء جميل وخاصة أننا الآن في وضع عليك أن تقول كل ما تريده وتعبر بالطريقة التي تجدها مناسبة، وحينما سألته لماذا لا يعبر بطريقة أخرى أكثر حضارية، قال: ومن يسمح لك بان تتكلم وكم علي أن انتظر لتأتيني فضائية أو جريدة لأعبر عن رأيي، وحينما قلت له ما هو رأيك حقيقة قال : أنا أعيل أكثر من ستة أفراد ولم احظ بوظيفة، وحتى اختياري لهذه المهنة لم يكن بقناعة، فقد سلمني والدي هذه السيارة وطلب مني مبلغا مقطوعا نهاية كل يوم .. وحينما قرأت ما كتبه طارق على سيارته كانت عبارة (حرامات).غرامات مرورية ولكنبعد أن توقفت أمام إحدى نقاط السيطرة وطلبت من الضابط التعاون معي بان أصور بعض تلك المركبات أبدى الرجل موافقته، واحدة من هذه السيارات كتب صاحبها ( سيري وعين الله ترعاك ) فيما كتب صاحب البرازيلي القديمة عبارة (الماعندة منين يجيب )  أما صاحب الكيا فقد كتب عبارة ( سواق الكيا ولد الكريا)، وهكذا تتكاثر الكتابات بين عبارة مضحكة وأخرى غير مستساغة، مفوض المرور مهدي السوداني قال: بين حين وآخر تأتي إلينا الأوامر بتغريم كل من يكتب عبارات غريبة على سيارته، ونقوم بحملات كبيرة على هذه الحالة غير الحضارية التي تخدش الذوق العام ، كما أن تعليمات السلامة العامة تمنعها بشدة وقد بدأت تكثر في الآونة الأخيرة ، خصوصا تلك السيارات التي يقودها المراهقون والشباب كأنهم يحاولون التعبير عما يحتاجون إليه أو لسد بعض النقص في حياتهم، لكنها بالنهاية - والكلام للسوداني - صفة غير محببة ومخجلة ومديرية المرور تحاسب عليها وتأخذ تعهداً من السائق بإزالتها في المرة الأولى، وفي الثانية يُغرم ومن ثم تحجز السيارة .وللفرق الرياضية دورها أيضاًتعد تلك الكتابات واجهة لصاحب السيارة وعمره، فالشخص المراهق عادة ما ينجر إلى كتابات عن الأندية المشهورة في العالم وقدر تعلقه بها، منهم من يشجع الريال مدريد فيكتب على سيارته (برشلونة عارية) ومنهم من يشجع البرشا فيكتب ( مدوخهم مسي ) وقد يصل الأمر أحيانا إلى تسمية أسمائهم بتلك الأندية فهذا كتب (أبو إياد البرشي ) وآخر (الكتلوني ) وآخر (إيهاب رونالدو)، فيما نرى السيارات التي تعبر الحدود تراعي كتابة أسماء الله الحسنى أو بعض الآيات لأنهم وكما يدعون يخافون خطر الطريق، لهذا تجد البعض يكتب (الله معاك) أو (النبي يحرسك) وقد تكتب بعض الشعارات الوطنية هنا وهناك  كما كتب صاحبنا (العراق وبس والباقي خس) وقد اخبرنا البعض من سواق الجمسي بأن البعض منهم وبسبب الحرب الطائفية كانوا يحاسبون من قبل المجاميع الإرهابية بسبب كتابات تمجد شخصية إسلامية معينة دون غيرها ويحصل هذا كما يقول أبو مؤيد لتقربهم إلى الله ونيل شفاعته يوم القيامة ولأنهم من آل بيت الرسول الكريم وهذا الأمر لا يرتضيه البعض من أصحاب الأفكار المسمومة والذين يجدون في هذا الأمر وكأنه انتقاص من مذهب معين وهذا أمر لا علاقة لنا به لأننا ناس أصحاب مهنة ونعتاش عليها ، ولهذا قرر البعض أن يكتب عبارات وطنية تمجد اسم العراق أو يكتب عبارات تمجد المنتخب الوطني تلافيا لكل الإشكالات التي قد تحدث في الطريق ويذهب ضحيتها الراكب البسيط، لهذا تجد عبارات "اللهم اغث بلادنا يا الله وأحفظها"، إضافة إلى الأهازيج المعروفة "إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه"، "راجعين يا أهلنا" وغيرها من الكلمات التي تخفف من لوعة العراقي المغادر وتبعث أملاً في نفوس العائدين.العبارات تكشف الشخصيةيقول عبد الأمير أبو مصطفى وهو من العاملين الأوائل في مهنة كماليات السيارات: إن العبارة المكتوبة على خلفية السيارة تعكس شخصية ونفسية صاحبها أو قائدها، فإذا كان من الشباب تجد العبارات الرقيقة المفعمة بالحب والغزل، وإذا كان دخله