علاء حسن من أبرز أسباب الخلاف واتساعه بين الأطراف المشاركة في الحكومة ، خضوع بنود الاتفاقات الى سقوف زمنية لتنفيذها وتطبيقها ، فبعد تشكيل اللجان ، وعقد اجتماعات ولقاءات واتصالات ، يتم الاعلان عن مواعيد التنفيذ ، ومع مرور الايام والاشهر وربما السنوات يصبح الموعد في خبر كان ! فيتسع الخلاف ، وتندلع الأزمة ، فيتهاوى السقف ، لانه غير مسلح على الرغم من امتلاك العراق وخاصة العاصمة بغداد وحدها ملايين القطع الكونكريتية، شكلت جداراً امنياً للفصل بين الاحياء اثناء وبعد سنوات الاحتقان الطائفي .
تلك الجدران كانت فكرة القوات الاميركية ، وبعد خروجها ، حرصت قيادة عمليات بغداد على ازالة بعضها ، والآخر ما زال جاثماً على الصدور في مناطق متفرقة ،والقطع الكونكريتية الخارجة من الخدمة الأمنية بالإمكان الإفادة منها لتسليح "السقف الزمني" لتطبيق توصيات اللجان ، وتشريع القوانين المعطلة ، واجراء التعديلات الدستورية .أثناء اطلاق الدعوات لعقد المؤتمر الوطني ، ولدى الآخرين الاجتماع او اللقاء او الملتقى أعلنت كتل نيابية حرصها على توفير ضمانات وسقف زمني لتنفيذ توصيات المؤتمر ، لكنه حتى الآن لم يعقد على الرغم من أهميته ،ولكل طرف اسبابه في فشل عقده ، فهناك مَن يرى انتفاء الحاجة له ، وآخر يشكك بأهميته ، مستنداً الى حقيقة ، تجاهل السقف الزمني ، بمعنى أن المؤتمر لن يعتمد أُسسا حقيقية لبناء جسور الثقة ، ويحتاج الى دعائم وركائز ، وسقف كونكريتي مسلح بقوة ومتانة الجدران الأمنية ، وما دام الأمر يتعلق بالبناء فمن المناسب الاستعانة بجهود عمال المساطر لتشييد سقف مسلح ، وتحت مظلته يتم تطبيق التوصيات وتنفيذ بنود الاتفاقات ، وحتى تعديل الدستور . غالباً ما يُعلن القادة السياسيون اهمية اتخاذ القرارات المصيرية تحت قبة البرلمان ، وتصريحات مثل هذا النوع، تؤكد اهمية اعتماد رأي الأغلبية النيابية في اصدار القرار او التصويت او استجواب مسؤول كبير او سحب الثقة عنه ، وقبة مجلس النواب هي سقف من نوع آخر ، وبفضله وبما يكتسب من معانٍٍ تُجسّد التحول الديمقراطي ، يصبح "السقف" سواء كان مسلحاً او عكادة او من جذوع النخيل فضاءً يضم جميع الساسة لاتخاذ قرارات تخدم مصالح شعبهم ، قبل كتلهم وأحزابهم وائتلافاتهم وتحالفاتهم وقوائمهم ، ومادام الخلاف قائما ، ومستمرا وفي بعض الاحيان يتفاقم الى حـد التصادم وتصاعد لهجة تبادل الاتهامات فلا ينفع اي نوع من "السقوف المسلحة" ، لان الثقة معدومة بالمقاول وفريق عمله التنفيذي !مشكلة ايجاد سقف زمني لتنفيذ بنود اتفاقات الاطراف المشاركة في الحكومة، تتطلب الزام الجميع بالتمسك بالدستور ، ولا يوجد خيار آخر لتجاوز الازمات الا عن سلوك هذا الطريق ، ومن يؤمن بالمواد الدستورية يستطيع وباجتماع واحد مع الشركاء ان يقنع الآخرين بأن" السقف الزمني مسلح" وحينذاك يبدد مخاوف الآخرين من احتمال سقوطه على رؤوسهم ، ويُنهي الى الأبـد اللغط من الانفراد بالسلطة ، والتربع على العرش تحت سقف مسلح .
نص ردن:"سقف زمني" مسلح
نشر في: 2 يوليو, 2012: 08:14 م