اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > جدلية العمارة الفنتازية

جدلية العمارة الفنتازية

نشر في: 3 يوليو, 2012: 07:30 م

1-2علي النجار وسط عالم طارد لكل ما ينتمي لخبايا الروح التي ازدادت هشاشتها تحت ضغط الوسائل (الرسائل الإشارية التقنية الصرفة) التي تدرب عليها زمنيا الجيل الفني الجديد. تقبع نوايا اقتحام المجهول الفني. ليس كما الأسلاف. بل كما هي اختراقات العصر الذري الذي يخبئ مفاعيل ذراته خلف بهرجة الخطاب السبراني الذي يخترق قشرة أدمغتنا، أو يختمها بختمه الخفي. لا معقولية أزمنة الفرجة المبهرجة. هي تفاعلات سرية لا تكشفها سوى العين الساخرة للفصحاء منا. وليس سوى السخرية منفذا للتواصل بأدنى شروطه، التي هي مطلوبة الآن.
  لقد بات الخطاب الفني، ضمن هذا السياق لغزا، لكنه لغز قابل للفرجة. بمعنى ما، فان أعمال فنان اليوم صنعت أساسا للفرجة. لكنها فرجة من نوع آخر. حيث العين أداة رصد، والذهن أداة التقاط. وما بينهما من وسيط هو الذي يمثل أمامنا شاخصا. الفنان (دلير سعد شاكر) يفضله شاخصا لا يمت للتشخيص الجسدي إلا بحدود حواضنه الأكثر اغترابا، أو التباسا. لقد استعاض عن الجسد الإنساني بجسد بيئة اغترابية تتعثر بخطوط وأبراج تضاريس سطوحها التي تناور للكشف عن خفايا طبقاتها الجيولوجية، ليست كما البيئة الطبيعية، بل بما اصطنعه من بيئة بديلة. بعناصرها الاغترابية وموادها المصنعة. وبروح خفايا الأداء الفني. وما بين الروح والصنعة، صنع لنا إيقوناته الحفرية الاغترابية المتدثرة بجماليات سطوحها. وليس غريبا عليه، وهو القادم من عالم الفخار والخزف. حيث الجسد الطيني رخوا أو صلبا. مثلما زهو ملونة الزجاج الأثرية أو المعاصرة. وحيث الأداء المعاصر الذي يلغي حدود الحرفة التخصصية الفريدة لصالح التجريب المعاصر المتعدد الوسائط.    دلير تدرب على تقنية البناء والحفر والتشكيل بالمواد الصلبة، لكنها المطاوعة. تعلم الصبر في اكتساب مهاراته الأدائية. والصبر على الحصول على النتائج المرضية. هو من شروط التعلم المهنية الأساسية لبلوغ النضج الفني. ثم مارس حرفته الفنية، بوسائطها الجديدة. ضمن هذا الولع الأدائي الخاضع لشروط تنفيذه التي تطاوع تصوراته الإخراجية وتتابعها حتى النهاية التي لا تعادلها نهاية أخرى. لقد مسكت مخيلته على أدواته التنفيذية وأطلقتها ضمن حقل تجاربه المعملية وبدون أن تزوغ عن الهدف المتصور ضمن زحمة التفاصيل المقترحة. بذلك أعلن انتمائه للجيل الفني التشكيلي الحفري العراقي. لكنه تمرد على المتداول من تفاصيله الإشارية المألوفة. إلا في حدود دنيا توفر له هاجس التفرد، أو التمرد على مألوفة أعمال هذا الجيل الجمعي التي فقدت بريقها الاستكشافي بمرور الزمن. وكما اعتقد فان أعماله، وكما هي بناءات على السطح، تسعى لاكتساب تفردها بعلامات إضافية ضمن مساحة مناورة المألوف بلا مألوفة جديدة. أعماله، وكما تبدو، هي حصيلة جهد شخصي يحاول التمرد على الوسط الحاضن الأوسع لمثل هذه الاداءات بمظهريتها العامة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram