TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: قرقوز

نص ردن: قرقوز

نشر في: 3 يوليو, 2012: 07:36 م

 علاء حسن المتقاعدون من العمل السياسي ، من أعضاء حزب عراقي معروف  بنضاله الوطني وتضحياته الكبيرة ، إصابتهم خيبة أمل كبيرة بعد سقوط الديكتاتورية ، لأنهم كانوا يعتقدون بان الديمقراطية ستنقل أبناء الشعب العراقي إلى مصاف شعوب الدول المتطورة ، بتنفيذ برنامج حكومي يحقق التنمية ويقضي على الفقر ،
ويرفع دخل الفرد ، ومثل هذه الأهداف وغيرها كانت شعارات  جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية المشاركة في الانتخابات التشريعية السابقة ، واعتراض" المتقاعدين السياسيين " يتعلق بغياب  البرنامج الحكومي  لتحسين وتطوير الأداء التنفيذي ،  وهم يرون بان  اندلاع الأزمات المتكررة في العراق جعلت صاحب الحصة الأكبر بالسلطة يحول البلاد من متطورة إلى متورطة  بالديمقراطية ، والحكومة التوافقية أو الائتلافية ، وتارة شراكة ومشاركة  ووحدة وطنية."حزبي متقاعد" له قصة طريفة مع  الشعارات فيوم كلف بواجب كتابة شعار على جدار قريب من مركز الشرطة يقع في حي الحرية مطلع عقد الستينات ،  لم يكن يعلم بان رجل الأمن يراقبه ، وعندما شعر بوجوده  غير شعار  "الحرية  لمعتقلي حزبنا "  فأضاف لها" في سوريا"  ولكنه لم يتخلص من المساءلة والاستفسار ، ورجال الأمن السريين في ذلك الوقت  كانوا يتعاطفون مع شباب المنطقة ، فاكتفى  الرجل بالتوبيخ ، والتهديد بالاعتقال في حال تكرار كتابة الشعارات  بلون احمر ،  وبعد ساعات  عاد "الحزبي المتقاعد" ليعيد كتابة الشعار تنفيذا لوصايا مسؤوله ،  وفي منزله استسلم لنوم عميق لشعوره بأنه أنجز واجبه الحزبي بانضباط تام ، والشعار سيحقق أهدافه بإطلاق سراح المعتقلين ، استجابة لمطالب الشعب ، وعندما تعرض العراق لزلازل سياسية   أحبطت أحلام دعاة الديمقراطية وقتذاك ، ترك الحزبي المتقاعد العمل السياسي ، وتفرغ لشؤون عياله وأحواله ، انطلاقا من  إيمانه بان العمل الحزبي" ما يوكل خبز " في ظل نظام  قمعي يستوفي ثمن رصاصات إعدام معارضيه من عوائلهم ، مع الإذعان لأوامر دفنهم بسرية تامة . بعد عام 2003 استعاد "الحزبي المتقاعد " وغيره  أحلامهم السابقة  بنظام ديمقراطي تعددي ، فشاركوا في العملية الانتخابية،  وصوتوا لصالح حزبهم ، وبعد إعلان النتائج ،  أصيبوا بخيبة أمل جديدة ، وخلال مناقشاتهم المستمرة  والمتوصلة  للظروف الذاتية والموضوعية لأسباب  الإخفاق ، توصلوا إلى حقيقة أن  العملية السياسية بحاجة إلى تصحيح جذري ،  يضمن أبعاد القرقوزات من المشهد السياسي ، وإخضاعهم للمحاسبة الشعبية ، لان الشعب هو مصدر السلطات ، والإسراع بتشكيل قانون الأحزاب وتعديل النظام الانتخابي . صوت "المتقاعدين السياسيين" سرعان ما تبدد وسط صخب وصراخ  "القرقوزات" والظهور اليومي في  فضائيات أحزابهم ، للدفاع عن منجزات ومكتسبات حققوها للشعب العراقي ، وفي مقدمتها  نجاح التجربة الديمقراطية في العراق وجعله من الدول  المتطورة  المتورطة  بنخبة سياسية لم تستطع  تسوية خلاف واحد طيلة سنوات، فتعقدت الملفات العالقة ، وأصبح الاقتراب منها، يعني إشعال فتيل أزمة جديدة ، فيما يواصل قرقوزات الحكومة... في سوريا  ، وعلى طريقة كاتب الشعار "المتقاعد الحزبي" ،الدفاع عن  انجازات وهمية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram