هاشم العقابييقول السيد المالكي: "إن الهدف من عقد جلسات مجلس الوزراء في المحافظات، هو للوقوف على مشاكلها واحتياجاتها، عن قرب، ودعم الحكومات المحلية ومساعدتها على تطوير المحافظة وتسريع تقديم الخدمات التي يحتاج إليها أبناء المحافظة في المجالات كافة ".
وفي ضوئه، ذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء "أن المالكي رأس في محافظة ذي قار جلسة اعتيادية لمجلس الوزراء ، وجرى خلالها بحث العديد من الملفات وبالأخص المتعلق منها بالخدمات والطاقة والزراعة والري ، وغيرها".وهنا أسأل: هل فعلا أن السيد المالكي وطاقمه الوزاري لا يعرفون هموم أهل الناصرية التي في مجملها لا تختلف عن هموم العراقيين بأي محافظة، إلا إذا اجتمعوا فيها؟ ألم يسمع "معاليهم" بالتقرير الذي خرج عن وزارة التخطيط العراقية وصنّف الناصرية بأنها من أكثر مدن العراق فقرا؟ فهل هذه تحتاج روحة للقاضي؟هذا أنا الذي أعيش آلاف الأميال بعيدا عن الناصرية أستطيع أن أعدد معاناتها نقطة نقطة. فكيف لا يعرفها رئيس الوزراء وهو ببغداد ولديه جيش من المستشارين والكتبة والمتلصصين والمنصتين؟ أما كان يمكن اختصار الوقت والتكاليف وتخليص الناس من عذابات إضافية فوق عذاباتهم بسبب تكثيف الإجراءات الأمنية بأن يدعو مجلس المحافظة إلى بغداد وليس العكس؟ ثم نحن في زمن اكبر ثورة اتصالات تكنولوجية يمكن من خلالها عقد مؤتمرات متلفزة بين أعضاء مجالس المحافظات ومجلس الوزراء خلال دقائق. وكثيرا ما تحدث المالكي مع اوباما بهذه الوسيلة. وهنا أذكره بأن الأقرباء أولى بالمعروف، يا حاج.لنفترض حسن النية ونقول إن المجلس برئيسه وأعضائه وناطقيه ومقربيه أرادوا أن يشاركوا الناس معاناتهم، فذهبوا إلى "عقر" دارهم، لكن:هل فعلوا مثلما فعل نلسن ما نديلا يوم كان يسهم في تنظيف الشوارع مع أبناء شعبه وهو الرئيس، فحملوا "الكركات" وساهموا في حملة لرفع الأزبال من شوارع الناصرية؟وهل التقوا، هناك، بالعاطلين عن العمل الذين ملتهم أقدامهم من كثرة التسكع بحثا عن وظيفة وتعرفوا على مشكلاتهم؟ وهل أعطى دولة الرئيس "كارته" ليتصل به كل من يحرم من فرصة عمل ليحلها بنفسه شخصيا رغم "كثرة" انشغالاته؟وهل التقى سعادته بالنساء اللواتي حرمن من العمل لأنهن رفضن المساومة على شرفهن مقابل لقمة العيش؟ وهل سأل عن ذلك "البطل"، الذي مثله بالعشرات، وكتبت عنه وسائل الإعلام، بأنه حين يقابل فتاة تتقدم للعمل يقول لها: أنت فعلا لديك كفاءة عالية لكن حرام "تمردين" نفسك بالعمل. اجلسي بالبيت وسيأتيك راتبك. وأنا "شخصيا" أجلب لك الشغل مرة أو مرتين في الأسبوع لتنجزيه على راحتك؟! وهل تمشى الوزراء بشوارع المدينة وجلسوا في مقاهيها، أو جلبوا معهم نساءهم وأطفالهم ليقضوا شهر "معايشة" هناك ليروا "نعيم" الحياة بالناصرية "عن قرب"؟أما كان من باب الرد على "الشبهات" بالدليل أن يثبت رئيس الوزراء قوله بان البلدان الأخرى تحسدنا على ما نحن فيه من أمان، فيتمشى على طوله بشوارع الناصرية مرددا بيت الدارمي الذي قالته إحدى نسائها، مع تعديل يتماشى وطبيعة "المرحلة":هذا آنه يــ "الإرهاب" كون الك عتبهمحد يكص الراس غير المرجبـــــهفلو كانت الإجابات على واحد من تلك الأسئلة وليس كلها بـ "نعم"، ليقطع الله لسان من يقول إن تلك الاجتماعات كانت "فيكة".
سلاما ياعراق : "فيكة" المجلس النقّال
نشر في: 3 يوليو, 2012: 07:51 م