ترجمة/ ابتسام عبد اللهكانت اولى روايات جين أوستن المطبوعة هي (إحساس وتحسس) وقد نشرت قبل 2000 عام، ولكنها تبدو بالنسبة للمعجبين بها وكأنها طبعت اليوم. وفي الاجتماع السنوي لجمعية جين أوستن في أميركا، حضر أكثر من 800 شخص إلى مورت وورث/ تكساس،
لإبداء الإعجاب والمحبة لها، قراء من شتى الأصناف مع أغلبية نسائية.وهذا الاجتماع يتواصل لمدة أسبوع، تلقى منه المحاضرات حول أدب جين أوستن، وإقامة جلسات مناقشة لها والأفلام التي تناولت رواياتها. أسبوع حافل بالانشطة وحفلات متعددة وعروض أزياء يعود تاريخها الى مرحلة جين أوستن، أي الى القرن التاسع عشر. وقد تركز الاهتمام في هذا العام على شخصية كاتب السيناريو أندرو ديفيز، الذي أعدّ رواية (كبرياء وتحامل) إلى مسلسل ناجح جداً لقناةBBC، عام 1995، وكانت هناك أربع شاشات سينما تعرض المسلسل المذكور مع التركيز على اللقطات أو المشاهد التي حذفها، وأسلوب العمل، المونتاج.إن اسم جين أوستن، يعتبر علامة تجارية ناجحة، فهناك المئات من الجمعيات الأدبية باسمها في أوربا واستراليا ونيوزيلندا وبرازيل والأرجنتين، وتعتبر رواياتها ضرورية في المدارس الثانوية الأميركية، وتتم البحوث حولها. وفي استفتاء عام في الـBBC جاءت رواية (ملك الخواتم)، في الدرجة الأولى لأفضل الأعمال الروائية، واحتلت (كبرياء وتحامل) المرتبة الثانية وكان ذلك في عام 2004.إن جين أوستن، تبدو باستمرار الكاتبة المفضلة للشبان من مختلف الجنسين ويعتقدون أنها كانت الأفضل منذ بداياتها، ولكن أوستن في الحقيقة حصلت على قدر من المال ثمناً لرواياتها، ولكنها لم تكن تتمتع بالشهرة التي تحيط باسمها حالياً، ومما يذكر ايضاً، أن شاهدة قبرها لا تشير الى كونها كاتبة، ومع مرور الأعوام، وفي العقد الثاني من القرن التاسع عشر، بدأت شهرتها تتضاءل مع بيع كافة نسخ رواياتها، وقد تساءلت شارلوت برونتي ذات مرة مع ناقد معروف حول سبب تعلق النقاد بأوستن وكذلك القراء.ومع اقتراب أعوام السبعينات من القرن التاسع، بدأ النقاد بالاهتمام بها مجدداً، بعد صدور كتاب عن سيرة حياتها تعلم ابن عمها جيمس إدوار أوستن، ثم أصدرت إحدى دور الطبع طبعات جديدة من رواياتها، وقد وجد النقاد في رواياتها نقاء وبعداً عن الابتذال، وهي لذلك السبب كانت صالحة لقراءتها في المدارس والكليات أو وضعها في مكتبة البيت.وفي القرن العشرين، غدت جين أوستن واحدة من كبار الكتاب، وفي عام 1970 أو ما بعده، تحولت جين أوستن إلى (إيقونة) ورمزاً مفضلاً للدراسات الأدبية عن المرأة.وقد ساهمت السينما في الأعوام الأخيرة في شهرة أوستن، وتحولت رواياتها إلى أفلام ناجحة جداً ومسلسلات تنتجها قنوات تلفزيونية معروفة، بل عدد من المؤرخين المعروفين يعودون الى أعمالها، لدراسة الأوضاع الاجتماعية في القرن التاسع عشر.وقد ولدت جين أوستن عام 1775، في بريطانيا، وكان والدها قساً قروياً لا يملك الكثير من المال، قبلت الزواج من رجل ثري، لفترة قصيرة، ثم تخلت عن الفكرة لإحساسها بعدم امتلاكها أي عاطفة تجاهه.وقد بدأت أوستن الكتابة ما بين 1811-1816 ومن أفضل أعمالها، (كبرياء وتحامل)، (أحاسيس وتحسس)، (حديقة مانسفيلد)، وروايات أخرى.توفيت أوستن عام 1818.وقال عنها سومرست موم: (لقد وجدت المرأة نفسها مع جين أوستن). وقال المؤرخ الكبير مالاي: "إنها أعظم أدباء إنكلترا بعد شكسبير".ومع أنها لم تتزوج، فان أعمالها تتناول قضايا الحب والزواج والعلاقات بين الرجل والمرأة، وتقدم عبرها صورة واقعية عن المجتمع آنذاك.rn عن الأوبزرفر
جين أوستن وسر الإعجاب المتزايد بها
نشر في: 3 يوليو, 2012: 07:58 م