إياد الصالحي إنه لأمر محزن أن تصل العلاقة بين أعضاء اتحاد الكرة وزميلهم محمد جواد الصائغ إلى درجة الصمت تحت رماد التشفي منه إثر صدور قرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم بتغريم الاتحاد مبلغ 100 ألف دولار ملزمة الدفع بسبب شكوى المدرب السابق للمنتخب الوطني جورفان فييرا من انتقادات سلبية موجهة ضده من الصائغ لم يحدد مكانها وزمانها وتعد سابقة خطرة لم تشهدها الاتحادات الأهلية في العالم بالرغم من المشكلات الكثيرة
التي واجهتها مع مدربي منتخباتها ،لعل أشهرها الملاسنات الحادة التي فجّرتها أزمة الاتحاد الفرنسي والمدرب دومينيك لم تصل شظاياها حتى إلى حديقة (فيفا)!إن تاريخ المدرب فييرا مثلما انطوى على صفحات بيض عقب مساهمته في إحراز أسود الرافدين أول كأس آسيوية للعراق عام 2007 تضمن أيضا صفحات سوداً بفعل تصريحاته التي أجّجت معسكر الأسود بالكثير من الخلافات إلى درجة أثرت على استقرارهم الفني والنفسي حتى دفعوا الثمن في خليجي مسقط عام 2009 بالهزيمة الفضيحة أمام البحرين وعُمان رفعتا غطاء المستور في العلاقة بين فييرا وأعضاء الاتحاد بعد أن تعامل معهم بعنجهية واضحة مرتدياً قناعاً ديكتاتورياً وسمح لنفسه التصرف بمصير الوفد كلياً بدلالة تهميشه الصلاحيات الفنية التي أنيطت لرئيس الوفد ناجح حمود بالرغم من إشغاله منصب نائب رئيس الاتحاد آنذاك ودفع الأخير التسمّر في مقعده بين الملاك التدريبي إلى جوار المدرب المساعد رحيم حميد وبقية لاعبي المنتخب الاحتياط بلا حول أو قوة.يكفيكم استرجاع أرشيف الحلقات الثلاث التي أوجزنا فيها تغطيتنا رحلة المنتخب الوطني في خليجي مسقط من قلب الحدث وليس وراء شاشة التلفاز لتتمعنوا في تصريحات أمين سر الاتحاد أحمد عباس (المهمة والمسؤولة) عقب فشل المنتخب من الوصول إلى المربع الذهبي وإجماع أعضاء الاتحاد على اتخاذ قرار إقالته عقب العودة إلى العاصمة بغداد توافقاً مع الرأي الحكومي ممثلاً بالدكتور علي الدباغ الناطق الرسمي للحكومة العراقية الذي أبرم اتفاق العقد مع فييرا وكذلك تأييد المهندس جاسم محمد جعفر وزير الشباب والرياضة القرار تماشياً مع مصلحة الكرة العراقية التي أضرّ بها المدرب في الدورة وتم الاتفاق على تشكيل لجنة تحقيقية لوضع الأمور في نصابها الصحيح ، لكن مشكلة اللجان في قضايا الرياضة في العراق لاسيما كرة القدم أنها تشكل لغرض دفن أسرارها إلى الأبد! هناك أكثر من سبب يدعو اتحاد الكرة إلى مقاضاة فييرا من دون الحاجة إلى مراعاة الفاصل الزمني لأن جميع المعطيات لم تشر إلى قيام الأخير بإجراءات قانونية ضد الصائغ أو الاتحاد منذ انتهاء الحدث حتى الآن ما يعني أن الشكوى حررت بفعل فاعل ، ثم أن (فيفا) نفسه مسؤول عن حماية حقوق المدربين المادية فقط ، ويكفي لدينا الدلائل التي تشير إلى مقصرية فييرا في عمله كما جاء على لسان احمد عباس بعد انتهاء لقاء العراق والكويت وتبخر الآمال بقوله : (الغموض اكتنف مهمة حمود وتفرد فييرا بالقرار الفني الذي حيّد الأول وحتى أعضاء الاتحاد وجعلنا نعمل تحت أمرته ونأخذ التعليمات منه )، نافياً أن يكون الاتحاد قد عَمد إلى مقاطعة فييرا أو وضع العراقيل في طريقه ، وقالها عباس بالثلاثة ( فييرا ..كذاب .. كذاب .. كذاب ، بيد أننا رغبنا في مساعدته أكثر من مرة لكنه كان يرفض بإصرار شديد بحجة انه المسؤول عن شؤون المنتخب فنياً والدليل بعد وصولنا إلى مقر البعثة العراقية في فندق غراند الحياة في مسقط أخذ زمام الأمور كلها بيده وبدأ يوزع غرف اللاعبين والإداريين بنفسه وحسب مزاجه )!إن الاتحاد مدعو إلى إنصاف محمد جواد الصائغ في قضيته لأنها مبهمة وتدعو للغرابة حقاً ومن الظلم أن يتم التغاضي عنها بهدف تصفية حسابات قديمة معه ، فالكرة العراقية ليست بقرة حلوب لبلاتر وأولسن وفييرا ومن لفّ لفهم ليقتطعوا من أموال الشعب العراقي كل مرة تحت حجج وذرائع لا تستند إلى منطق ولا يقبلها عقل ، ولنا في صرخة الصائغ التي أطلقها لـ(المدى) وقسَمه عبر الهاتف بأنه لم ينل من شخصية فييرا بشيء إلا بقدر عمله الفني وبعض المؤشرات السلبية التي يكفلها له واجبه في الاتحاد التحدث عنها، ما يدعونا للتساؤل: هل من مجيب؟!
مصارحة حرة :من يقاضي فييرا؟!
نشر في: 3 يوليو, 2012: 08:33 م