TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة:شبابنا يهاجرون !!

وقفة:شبابنا يهاجرون !!

نشر في: 3 يوليو, 2012: 09:07 م

 عالية طالب           بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة                                وأهلي وإن شحوا عليَّ كرام لماذا  تستمر السفارة الأميركية في سحب شبابنا للهجرة إليها ؟ ولماذا يستمر شبابنا في رغبتهم بهذه الهجرة ؟ سؤالان لابد أن نجد لهما أجوبة  ثابتة وواضحة ، يتعلق الأول بالسياسة الأميركية التي تجد في شبابنا بكافة تخصصاتهم أيدي عاملة رخيصة تعمل بطريقة استنزاف الطاقات وبساعات 
عمل طويلة وإجازات ممنوعة بعد جهد يومي في البحث عبر المحال والأسواق وملء استمارات العمل ومن ثم المراجعة المستمرة  لحين الحصول على العمل الذي غالبا ما يكون عملا جزئيا وليس دائميا ولساعات محددة بالأسبوع.الولايات المتحدة الأميركية بلد المهاجرين بامتياز، وبفضل سواعدهم تحولت إلى أقوى قوة اقتصادية في العالم،وهي تسحب شبابنا ممن عملوا معها كمترجمين وممن يشاركون بنظام تأشيرة التنوع وهو ما يعرف بقرعة ( الجرين كارد)  وهي بطاقة تخول حاملها الإقامة الدائمة داخل الولايات المتحدة، ويتم إخطار مئة ألف شخص بنجاحهم في الفوز بقرعة الجرين كارد تحسباً لعدم اكتمال ملفات البعض وعدم إتمام البعض الآخر للمعاملات في الوقت المناسب، لكن في النهاية يتم منح خمسين ألف تأشيرة فقط للمئة ألف الذين تم إخطارهم في البداية، وتشترط وزارة الخارجية أن يكون الفائز حائزاً على درجة علمية تفوق شهادة الثانوية أو عاملاً في مهنة ما أكثر من سنتين مع قضائه لسنتين سابقتين كفترة تدريب مما يعني أربع سنوات من الخبرة في مجال من المجالات .هكذا تمتص أمريكا طاقات شبابية من كل العالم وشباب العراق يتمنون اليوم ان يجدوا من يوظف طاقاتهم وخبراتهم في اعمال تبعد عنهم مهانة البطالة التي تثلم وجودهم الانساني، الذي يشعرون ان بلدهم بكل ميزانيته الضخمة وثرواته الهائلة التي تحسدنا عليها دول عديدة ، ورغم كل هذه الامتيازات الا ان لا موطئ قدم  فاعلاً لهم في بلدهم ولا مكان آمناً يحتويهم ولا حريات حقيقية يتمتعون بظلها ولا قوانين وحقوق مدنية تحفظ لها كرامتهم التي يمكن ان يهدرها اي نزق ومتهور ينتمي الى  تشكيل او تكتل او مليشيات او احزاب او مسؤولين او متنفذين في هذا العراق الذي ضاعت في ملفاته الشائكة الكثير من مفاهيم الانضباط والدولة المدنية الحقيقية .شبابنا يهاجرون الى المنافي وحكومتنا تتفرج عليهم بل وتدعو بلدان أوروبا التي بدأت تضيق بوجودهم الذي لا تنقطع زيادته ، تدعوهم الى عدم اجبارهم على العودة للعراق !!أي مستقبل ينتظر العراق ان استمر تفريغ البلد من الشباب ؟ وكل مجتمعات العالم تفخر بالنسب المرتفعة للاعمار الشابة فيها وكفاءاتها لانها تستند اليهم في تأمين واقعها الاقتصادي والخدمي والأمني والاستثماري والتنموي !!أي مستقبل تنظر اليه عيون الامهات اللواتي يودعن الابناء بقلوب نازفة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram