إياد الصالحي كشفت شمس تصفيات الدور الحاسم الآسيوي للمجموعة الثانية ان حظوظ المنتخبين المرشحين للانتقال الى نهائيات كأس العالم 2014 لن تحجب بغربال تكهنات النقاد المتقلبة التي تراهن دائما على مفاجآت الكرة الساحرة وهي تخرج لسان السخرية لمن يتمادى في تفاؤله أو يستهين بخصمه مع ان كل المؤشرات الراهنة لا تشك وهلة واحدة بان مستوى ابناء الساموراي وأسود الرافدين هما الاكثر استقراراً وقناعة بين المنتخبات المتنافسة على الذهاب الى بلاد السامبا.
ان النتائج التي كشرت عنها الجولتان الماضيتان ربما لا تعطينا التقييم النهائي لقوة او ضعف المنتخبات المتزاحمة معنا على بطاقتي التأهل ومدى حدود طاقتها في المطاولة حتى الجولة الاخيرة في 18 حزيران 2013 ، لكن واقع منتخبنا في مستهل جولة التصفيات مقارنة بما شاهدناه من أداء متذبذب لـ(استراليا وعُمان والاردن) يدلل على انه الاكثر انضباطاً تكتيكياً والافضل انسجاماً والاقوى مهابة في فرض شخصيته كبطل للقارة في زمن قريب بفعل التوأمة الفنية للاعبيه مع انفسهم منذ عام 2001 حتى الان فضلاً عن نضوجهم الاحترافي الى درجة تقبلهم افكار اكثر من ثلاثة مدربين من مختلف المدارس الكروية لعبت الظروف الخارجية وصعوبة تأقلم بعضهم مع الاجواء السائدة هنا واختلافهم مع اتحاد الكرة في عدم استمرارهم لفترة طويلة وهم (فييرا واولسن وسيدكا) لكنهم اتفقوا جميعاً على ان اللاعب العراقي يمتلك كل المؤهلات التي تجعله يتسيد قارته اذا ما توفرت له مستلزمات تحضيره للمنافسات أسوة بالآخرين!ان اللقاء المرتقب بعد غد الثلاثاء مع الشقيق العُماني لابد ان يستثمر كلياً لمصلحة منتخبنا نتيجة واداءً ومكسباً نفسياً مهماً بما ينسجم مع استحقاق المباراة ودعائم حسمها على ملعب الدوحة (الارض البديلة) ، ولتكن النقاط الثلاث جواز العبور الى وصافة بطل المجموعة اليابان صاحب النقاط الست الذي سيواجه ضيف القارة (ثقيل الدم) الكنغارو في موقعة سيدني التي نتمنى ان تبقي حصاد المضيف على نقطته اليتيمة وتمهد الطريق لأسودنا للتشبث بحقهم في انتزاع احدى البطاقتين من دون ان يتركوا بصيص أمل صغير لغيرهم في ازاحتهم عن موقعهم المتقدم.لم يبق سوى يومين على موقعة (العربي) ، ولابد من اسقاط المنتخب الشقيق من حسابات التأهل في الجولة الثالثة لان الأخير يعد بوابة الأسود المنفذ الوحيد لاحياء أمله بعد تقهقره في الجولتين الماضيتين لاسيما ان لقاء استراليا واليابان سيجري قبل ذلك بساعات وربما يرسم نتيجته متغيرات جديدة لجميع الفرق تزيد من حدة الصراع ، ما يتطلب من لاعبينا الحذر في الجولة المقبلة وحسمها مبكراً من دون اللجوء الى الحسابات الآنية ، كما نوصي اللاعبين المؤثرين بعدم الاستهانة بقبول البطاقات الصفر التي بلغت تسعاً بعد ترحيل سبع منها الى الدور الرابع لانه ستكون في يوم ما عائقاً صعباً في الحصول على نقطة واحدة خلال مباراة (الحياة او الموت)!ان اكثر ما يقلقنا في مباراة عُمان عدم ارتقاء الحارس محمد كاصد الى مستواه المعهود بما يماثل الحارس العملاق علي الحبسي الذي ستكون مواجهة مرماه في كفة وبقية زملائه في كفة اخرى ، ويفترض بالمدرب عبد الكريم ناعم أن يكون أكثر جَلداً في قراره بتهيئة البديل نور صبري فوراً من دون تردد لانه متمرس في تجارب سابقة مع العُمانيين ، وتعد محطة (العربي) مهمة له يتزود منها ثقته بنفسه ويؤكد صواب اختياره للمهمة بعد ان ثبت زميله كاصد حاجته لاعادة النظر بعدم توازنه وارتعاده من الهجمات المباغتة كالتي اقتنص منها النشامى اثمن نقطة في عمّان. أملنا يتجدد بأسود الرافدين ليكونوا في الموعد المناسب مع حجم المسؤولية ويعودوا من الدوحة بتفاؤل طبيعي غير مفرط على امكانية تحقيق الحلم بخطوات متأنية شريطة ألا يستسهلوا المهمات المتبقية ولا يخافوا الخصوم حتى لو زلزلوا ارض التصفيات بنتائج ثقيلة مثلما فعلها اصحاب العيون الضيقة ، فلكل مباراة عناصر حسم ودلائل تفوّق لن يمتلكها إلا من آمن بقدرته على صناعة الانتصار من باطن المستحيل!
مصارحة حرة :مهلكم.. لا تفرطوا بالتفاؤل!
نشر في: 4 يوليو, 2012: 06:58 م