كربلاء/أمجد علي تحولت أمسية أقامها نادي الكتاب في كربلاء عن الشعر الشعبي إلى مناقشة هادفة للإجابة على سؤال هل يوجد صراع بين الشعر الفصيح والشعر الشعبي.. وهل ثمة علاقة بين الشعرين؟ وكانت الإجابات رغم تباينها بين المداخلين للضيف وهو شاعر شعبي فإن الأمسية لم تخرج خالية الوفاض بل أكدت على أن الشعر الفصيح هو الشجرة الوارفة القابلة للخروج إلى مديات ابعد من المحلية والشعر الشعبي الذي يستظل به الداخل في المجتمع الواحد.
وتحدث الشاعر الضيف الاسدي قائلا: إن لا صراع بين الشعرين بل هناك تنافس وتقسيمات وإذا ما صح لي التعبير فان هناك تجاوزا على الشعر الشعبي من قبل شعراء الفصيح لأسباب ربما تعود إلى التنافس.. ولكنه يعود ليتحدث عن الشعر الشعبي بوصفه جزءا من الأدب الشعبي الذي له مفهوم واسع، فالأدب الشعبي من وجهة نظر الاسدي أكثر عمقا وأكثر من أن يختزل بالشعر الشعبي فقط، فلكل شعب من الشعوب أدبها الشعبي الذي يكتنز الصور والحكايا سواء ما هو مدون منها أو ما هو شفاهي.. ويعود الاسدي للحديث عن الصراع فيقول: إن هناك فجوة أوجدها البعض بين الشعر الفصيح والشعبي. ويبين إن الجواهري الكبير قال ذات مرة انه إذا أردت أن أستمع إلى الشعر فإني أحب الاستماع إلى الشعر الشعبي وهذه إجابة لمن يريد صناعة الفجوة.. ويقول إن هذا القول لم يثنِ المنتقدين من الشعر عن اتهام الجواهري بالتقرب من الشعراء الشعبيين ومجاملتهم، وكان الجواهري بحاجة إلى مثل هذه المجاملة ويسرد الأسدي أقوالاً للعديد من الأدباء والنقاد وشعراء الفصيح بحق الشعر الشعبي، ويقول إن هناك أكثر من 200 قول تنصف الشعر الشعبي.لكن الناقد والقاص جاسم عاصي عد محاربة الشعر الشعبي شيئاً من الصراع الطبقي والدليل إن الشعر أنوجد لأسباب طبقية لذلك ترى أن الشعر الشعبي يراد له أن يكون طبقيا تارة ومخولا ولسان حال السلطة تارة أخرى ليبقى الصراع كما هو لان الشعر الشعبي سهل الانقياد.. ويشير عاصي إلى إن الشعر الشعبي هو لغة الناس والسياسة والصراع الطبقي كونه يعتمد على ( الحسجة ) وإذا ما غابت تحول إلى وظيفة وهذا واحد من أوجه الصراع.ويرى الروائي والناقد علي لفتة سعيد أن لا صراع ين الاثنين، ومن يصنع الصراع يريد أن يجعل من الشعر العربي أو الفصيح في مكان أدنى . ويقول إن الشعر شعر سواء كان شعبيا أم فصيحا المهم أن نجد إبداعا. ويضيف سعيد أن الشعر الشعبي فن وقدرة ومهارة وصنعة للوصول إلى الصورة وانه قادر على أن يكون إشعاعا غير مرئي بين المفردة والصدق وهناك تكمن معادلة الشعر الشعبي، فحين يكون صادقا غير ميال لكفة فإنه سيكون شعرا.. وأفاد بأن معضلة الشعر الشعبي هي انه ابن بيئته ومجتمعه ولا يمكن له أن يتجاوز حدود المجتمع الذي هو فيه بل ربما يكون عصيا على الفهم في ذات البلد إذا ما اختلفت اللهجات..
الصراع بين الشعر الفصيح والشعبي في نادي الكتاب بكربلاء
نشر في: 4 يوليو, 2012: 07:25 م