كاظم مرشد السلّوم في كتابها "يوسف شاهين وتجربة الإنتاج المشترك"، تسلط الكاتبة أمل الجمل الضوء على تجربة الإنتاج السينمائي المشترك للمخرج يوسف شاهين ابتداءً من أول فيلم مشترك "رمال من ذهب" في العام 1966 وانتهاءً بآخر فيلم "هي فوضى في العام 2007" .
مؤشرة أهمية هكذا نوع من الإنتاج في ظل تدهور الوضع السينمائي في مصر، والحاجة الملحة لإنتاج أفلام سينمائية حتى لا تتوقف عجلة السينما المصرية، كذلك أهمية مشاركة الممثلين والفنيين من دول الإنتاج والتجربة والخبرة التي يمكن أن تضاف لرصيد هذا الممثل أو ذاك الفني، مصور أو مونتيرا أو غيرهما.في بداية الكتاب تتحدث أمل الجمل عن بدايات المخرج يوسف شاهين في الإنتاج السينمائي المشترك ومن ثم انتقاله إلى مرحلة جديدة في أعقاب كارثة " كوبرو فيلم " في أواخر الستينات وبعد التجربة المؤلمة لفيلم " الناس والنيل" توقف الإنتاج السينمائي المشترك في مصر لمدة خمسة عشر عاما ، خصوصا مع الدول الأجنبية إلى أن اخرج شاهين فيلمه " وداعا بونابرت " حيث كان بداية لمرحلة جديدة من الإنتاج السينمائي المصري المشترك مع فرنسا امتدت حتى نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين .بعد ذلك تتطرق أمل الجمال الى التركيبة الشخصية للمخرج يوسف شاهين ، خصوصا شخصيته الخلافية التي طالما رفضت أن ترفع الراية البيضاء وان تستسلم، لذلك كان المخرج العربي الأكثر لجوءا الى الإنتاج السينمائي المشترك . ثم تتطرق الكاتبة إلى مفهوم التعاون المشترك للإنتاج السينمائي، وأسباب اللجوء إليه ، والأغراض الحقيقية له. كذلك تتطرق الى أفلام يوسف شاهين التي أنتجت بالاشتراك مع بعض الدول العربية ، خصوصا الجزائر التي ساهمت في إنتاج ثلاثة من أهم أعمال يوسف شاهين هي ، العصفور ، عودة الابن الضال ، اسكندرية ليه ، وهي لا تتوقف عن تعداد هذه الأفلام بل هي تتحدث بلغة الناقد عن سبب إنتاج الفيلم إنتاجا مشتركا ، والسيناريو ، والتصوير ، والمضمون وكذلك مشاكل الفيلم مع الرقابة ، وأيضا تقبل الجمهور له ، ولم تكتف بفيلم او فيلمين بل كل الافلام التي أنتجت إنتاجا مشتركا .وتخصص جانبا من كتابها حول فرنسا والسينما الإفريقية ، وكذلك العلاقات المصرية الفرنسية التاريخية وما تعنيه مصر لفرنسا ، وكيف كانت مصر مقصدا للغزاة والمستعمرين ، لكن الاحتلال الفرنسي دون غيره كان له طابع خاص، حيث لم يقتصر على الغزو العسكري فقد أحضرت الحملة الفرنسية معها إلى مصر عام 1798، جيشا آخر من المثقفين، متمثلا في لجنة العلوم والفنون المؤلفة من 165 شخصا . ‏كتب " فرانسوا شارل رو " لم يحدث من قبل إطلاقا لجيش ذهب ليغزو احد البلدان أن اخذ معه دائرة معارف حية مثل هذه . ثم تتحدث عن التعاون السينمائي الذي حصل بينهما لسنين عديدة . في النهاية تكتب أمل الجمال فيلموجرافيا عن سينما يوسف شاهين المشتركة ، مع ملحق بصور لعدد من الأفلام التي أخرجها يوسف شاهين . الكتاب من إصدارات المؤسسة العامة للسينما السورية ضمن سلسلتها الشهيرة "الفن السابع".
المكتبة السينمائية :يوسف شاهين وتجربة الإنتاج المشترك
نشر في: 4 يوليو, 2012: 08:19 م