علاء حسن إمكانية تحقيق فكرة فتح متحف شمع عراقي تواجه عقبات مناخية، فدرجات الحرارة المرتفعة البالغة في أفضل الأحوال وخصوصا في فصل الصيف خمسين مئوي ، وحدها كافية لإحباط تطبيق هذه الفكرة ، فضلا عن شمول العراق بالقطع المبرمج للتيار الكهربائي ، بمعنى أن الظروف اللوجستية غير مناسبة إطلاقا لافتتاح متحف من هذا النوع ، يضم الشخصيات السياسية البارزة من مسؤولين وقادة أحزاباً ورؤساء كتل نيابية .
وفي حال استطاع الجهاز التنفيذي الحالي أو اللاحق توفير الكهرباء ، وإعادة البنية التحتية بمشاريع ستراتيجية تنفذ بطريقة الدفع بالآجل ، سينتصر العراقيون على مصاعب الظروف اللوجستية ، ويحققون حلمهم بافتتاح متحف الشمع ، ليكون واحدا من المعالم الحضارية ، يستقطب الزوار الأجانب ليتعرفوا على ساسة العراق ودورهم في إرساء وتوطيد وترسيخ العملية الديمقراطية في ظل انعدام الاستقرار الأمني ، وتعرض البلاد لمخططات إقليمية تآمرية ، أحبطها السياسيون الأشاوس بتمسكهم بموقف وطني موحد يعبر عن طموحات أبناء الشعب. الحلم العراقي بافتتاح المتحف سيظل مؤجلا ، لان العملية السياسية لم تشهد بعد استقرارا ملحوظا ، والديمقراطية تتأرجح ، وفي بعض الأحيان توجه لها سهام الحسد من دول الجوار ، ومن قوى عراقية توصف بأنها تمتلك نزعة استبدادية .افتتاح المتحف في بلد آخر غير العراق ، يبدو أمرا سهلا ، باعتماد الرأي الشعبي في اختيار الشخصية المناسبة أو بمعايير تحددها جهات معنية بحقوق الإنسان ، ومادام العراقيون يحتفظون بصور رموزهم في هواتفهم الجوالة ، فإنهم لن يتفقوا على من يكون في متحفهم ، وفي حال حصلت قناعة جهات رسمية بضرورة تنفيذ هذه الفكرة ، ستبرز مشكلة أخرى تتعلق من سيكون تمثاله في صدارة القاعة ، أو في ركن منزو بغرفة في الطابق الأعلى بجوار البيتونة ، والمشكلة قد تتسبب باندلاع أزمة ، وتصل إلى حد سحب الثقة ، والتلويح بتدويلها والاستعانة بالجامعة العربية ، أو منظمة الأمم المتحدة للضغط على الجهات الرسمية على نقل تمثال زعيم التنظيم السياسي الفلاني من السطح إلى غرفة مبردة ، لان ارتفاع درجات الحرارة ألحق أضرارا بشكل التمثال ، فكبر الأنف ، وتمدد صيوان الأذن ، وتشوه الفك ، وقد يفسر التشويه من قبل مؤيدي وأنصار الزعيم السياسي بأنه مقصود ويهدف لزعزعة ثقة القاعدة الشعبية بزعيمها، صاحب الحق المسلوب، والعائد من السطح إلى غرفة مبردة بقرار دولي . من المستبعد جدا أن يفكر احد العراقيين بافتتاح متحف للشمع مخصص لشخصيات سياسية لان اللعنة ستلاحقه وتصل إلى جده السادس ، والفكرة يجب أن تتبناها جهة رسمية ، بعد تحقيق توافق وتشريع قانون يضمن اختيار ابرز الشخصيات ، والحصول على مكان مناسب لموقع المتحف ، ومن الأفضل أن يكون خارج المناطق المحصنة ، وإلزام الزوار بخلع أحذيتهم في المدخل ، والحكمة في هذا الإجراء تتعلق بالحفاظ على أرضية المبنى ، وليس لأغراض أخرى كما يتوهم أو يتصور البعض ، ومن الضروري جدا تشديد الإجراءات الأمنية حول المتحف لتفادي تعرضه لأضرار محتملة في حال اندلاع تظاهرات احتجاجية تطالب بتوفير الخدمات ، وإطلاق شعارات تندد بمواقف الساسة لتخليهم عن تلبية مطالب الشعب .
نص ردن :متحف شمع عراقي
نشر في: 4 يوليو, 2012: 08:53 م