TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :متحف شمع عراقي

نص ردن :متحف شمع عراقي

نشر في: 4 يوليو, 2012: 08:53 م

 علاء حسن إمكانية تحقيق فكرة فتح متحف شمع عراقي  تواجه عقبات مناخية، فدرجات الحرارة  المرتفعة البالغة في أفضل الأحوال وخصوصا في فصل الصيف  خمسين مئوي ، وحدها كافية لإحباط تطبيق هذه الفكرة ، فضلا عن شمول العراق بالقطع المبرمج  للتيار الكهربائي ، بمعنى أن الظروف اللوجستية غير مناسبة إطلاقا  لافتتاح  متحف من هذا النوع ، يضم الشخصيات السياسية البارزة من مسؤولين وقادة أحزاباً ورؤساء كتل نيابية  .
وفي حال استطاع الجهاز التنفيذي الحالي أو اللاحق  توفير الكهرباء ، وإعادة البنية التحتية بمشاريع ستراتيجية تنفذ بطريقة الدفع بالآجل ، سينتصر العراقيون على مصاعب الظروف اللوجستية ، ويحققون حلمهم بافتتاح متحف الشمع ،  ليكون واحدا من المعالم الحضارية ، يستقطب الزوار  الأجانب  ليتعرفوا  على ساسة العراق  ودورهم في إرساء وتوطيد وترسيخ العملية  الديمقراطية في  ظل انعدام الاستقرار الأمني ، وتعرض البلاد  لمخططات إقليمية تآمرية ، أحبطها السياسيون الأشاوس  بتمسكهم بموقف وطني موحد  يعبر عن طموحات أبناء الشعب. الحلم العراقي بافتتاح المتحف سيظل مؤجلا ، لان العملية السياسية لم تشهد بعد استقرارا ملحوظا ، والديمقراطية تتأرجح ، وفي بعض الأحيان توجه لها  سهام الحسد من دول الجوار ، ومن قوى عراقية توصف بأنها تمتلك نزعة استبدادية .افتتاح المتحف في بلد آخر غير العراق ، يبدو أمرا سهلا ، باعتماد الرأي الشعبي في اختيار الشخصية المناسبة  أو بمعايير تحددها جهات معنية بحقوق الإنسان ، ومادام العراقيون يحتفظون بصور رموزهم في هواتفهم الجوالة ، فإنهم لن يتفقوا على من يكون في متحفهم ، وفي  حال حصلت قناعة جهات رسمية بضرورة تنفيذ هذه الفكرة ، ستبرز مشكلة أخرى تتعلق من سيكون تمثاله في صدارة القاعة ، أو في ركن منزو بغرفة في الطابق الأعلى بجوار البيتونة ، والمشكلة قد تتسبب باندلاع أزمة ، وتصل إلى حد سحب الثقة ، والتلويح  بتدويلها والاستعانة بالجامعة العربية ، أو منظمة الأمم المتحدة للضغط على الجهات الرسمية على  نقل تمثال زعيم التنظيم السياسي الفلاني  من السطح إلى غرفة مبردة  ، لان ارتفاع درجات الحرارة ألحق أضرارا  بشكل التمثال ، فكبر الأنف ، وتمدد صيوان الأذن ، وتشوه الفك ،  وقد يفسر التشويه من قبل مؤيدي وأنصار الزعيم السياسي بأنه مقصود ويهدف لزعزعة ثقة القاعدة الشعبية بزعيمها، صاحب الحق المسلوب،  والعائد من السطح إلى غرفة مبردة بقرار دولي . من المستبعد جدا أن يفكر احد العراقيين  بافتتاح متحف للشمع  مخصص لشخصيات سياسية لان اللعنة ستلاحقه وتصل إلى جده  السادس ، والفكرة يجب أن تتبناها جهة رسمية ، بعد تحقيق توافق وتشريع قانون يضمن اختيار ابرز الشخصيات ،   والحصول على مكان مناسب لموقع المتحف ، ومن الأفضل أن يكون خارج المناطق المحصنة ، وإلزام الزوار بخلع أحذيتهم في المدخل ، والحكمة في هذا الإجراء تتعلق بالحفاظ على أرضية المبنى ، وليس لأغراض أخرى كما  يتوهم أو يتصور  البعض ، ومن الضروري جدا تشديد الإجراءات الأمنية حول المتحف لتفادي تعرضه لأضرار محتملة  في حال اندلاع تظاهرات احتجاجية تطالب بتوفير الخدمات ، وإطلاق شعارات تندد بمواقف الساسة لتخليهم عن تلبية  مطالب الشعب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram