علي حسينالمقربون فرحون، يرقصون على أنغام المطربة مادلين مطر.. انهم في أزهى عصورهم، يشمتون بالجميع فقد انتهى عصر سحب الثقة، والاستجواب أصبح من الماضي، بل مات وشبع موتا وينتظر "الدفان" عباس البياتي ليواريه الثرى، كما اخبرنا بيان صادر عن لجنة الإصلاح في التحالف الوطني
والذي جاء فيه ان "مشروع الاستجواب قد مات سريريا ولا ينتظر منه سوى دفنه". مضيفا ان "المشروع الجديد هو مشروع لجنة الاصلاح لان كفة الذين يدعمون الحكومة الآن ارجح بكثير، هكذا بعد جولات حامية من الصراع السياسي نجد انفسنا وجها لوجه امام سياسيين ظرفاء ولطفاء لا يعجبهم القول بأن الحكومة كسيحة وفاقدة البصر والبصيرة، وان وجودها ضد الطبيعة البشرية، كونها جاءت خالية من الكفاءات. من باب السخرية بمشاعر الناس حين يخرج علينا المقربون ليقولوا ان لا احد باستطاعته إحداث تغيير في الوضع الحالي ، وان رئيس الوزراء باق حتى لو كان مقصرا.إذن لا فائدة من متابعة المباراة السياسية ، فحتما ستكون النتيجة محسومة قبل نهايتها بأيام، هذا الحسم لم يكن سببه كفاءة وتفوق أو ارتفاع اللياقة البدنية لفريق رئيس الوزراء ، بل لأنهم وبمساعدة عدد من المقربين شلوا حركة الناس وتفننوا في احتساب ضربات الجزاء لمصلحتهم، وكل ذلك تم بمساعدة التحالف الوطني الذي حمى هذا الفريق من توقيع أي عقوبات قانونية يستحقها نظير فشله وتقصيره وعدم خبرة الكثير من أعضائه. التحالف الوطني وهو يكتب القصائد في مديح لجنة الاصلاح التي شكلها ، نسي أن السيد المالكي هو المسيطر على كل مفاصل الدولة بغض النظر عن أحقيته بهذا المفصل او ذاك، ونسي أن المالكي يجلس وحيدا على قلب كل مؤسسات الحكومة ، وهو الذي قلص دور الهيئات المستقلة وحاصرها، ويسعى لوضع القوانين التي لا تتيح للمنافسين حرية الحركة. وهو الذي جعل من القضاء مجرد " قضاء وقدر " . اعضاء التحالف الوطني يعرفون جيدا، من المسؤول عن الازمات التي تمر بالبلاد ، ومن المسؤول عن البطالة ونقص الخدمات وسرقة أموال الدولة واستشراء الفساد وشراء الذمم والمحسوبية والرشوة والانتهازية، فماذا ينتظرون إذن ؟ انهم للأسف يراهنون على فضيلة النسيان عند العراقيين ، فإذا كانت الناس لا تتذكر عدد المرات التي خابت فيها الحكومة، وتنسى أن أموالا طائلة أهدرت على مشاريع وهمية، فإنهم حتما سوف ينسون بعد أيام أو شهور مسألة الاستجواب او سحب الثقة وينهمكون في سماع قصص وحكايات أخرى كثيرة يجيد " المقربون " فبركتها وصناعتها.ما يفعله التحالف الوطني يجعلنا نضرب كفا بكف ونتساءل من أين لأعضائه كل هذه الطاقة الجبارة على حرق الحقائق والقفز عليها، بحيث يبدو رئيس الوزراء من منظورهم بلا حول ولا قوة وكل ما قيل عن تدخله في كل صغيرة وكبيرة ومنح نفسه كثيرا من الصلاحيات ومحاولة تسليم زمام الدولة بيد المقربين والمناصرين، وتكريس سلطة الرجل الأوحد، ما هو إلا هلاوس وضلالات تستبد بالمشاغبين من امثالنا. هكذا وبلمحة شطارة يريد منا التحالف الوطني ان نعتذر من المالكي لأننا أسأنا التقدير حين صورناه وحشا للسلطة، فيما الرجل مضطهد يواجه حربا شرسة من اجل بناء دولة مدنية ، هكذا تكتمل دائرة صنع الاوهام ، خصوصا أن ساستنا الأفاضل يعيشون عصر الخرافات، حيث تستعصي فيه الأحداث على التفكير ، فالتحالف الوطني يلاعب الجميع بنغمة الاصلاح ،لمجرد انهم شاطرون في توزيع المنافع والغنائم على المؤيدين ، ولهذا يصرون على انهم وحدهم القادرون على بناء الدولة. للأسف يصر التحالف الوطني على التعامل مع العراقيين على انهم الاضعف ، ويعتبر كل ما يصدر عن اعضائه حقا لا يأتيه الباطل ولا يجوز الرد عليه أو مناقشته. من العبث طبعا أن نذكر بما يجري في بلاد أخرى في حاجة لأن نتعلم الوطنية على يديها مثل اليابان التي يقدم فيها وزراء على الانتحار عندما يقع حادث قطار يسفر عن مقتل مواطنين، إحساسا منهم بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية، قبل التفكير بالمساءلة الجنائية أو السياسية. ولكن بعد سماع تصريح عباس البياتي وقراءة بيان لجنة الاصلاح لانملك الا ان نحيي اعضاء التحالف الوطني على روحهم المرحة .
العمود الثامن: مهرجان الاعتذار الجماعي للمالكي
نشر في: 8 يوليو, 2012: 06:26 م